هي ميمونة أم المؤمنين بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، الهلالية . زوج النبي صلى الله عليه وسلم
كانت رضي الله عنها من سادات النساء
وكان اسمها برة ، فغيّره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى ميمونة ، مثل أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها ، والتي كان اسمها ” برّة ” ، فغيّره الرسول عليه الصلاة والسلام إلى جويرية .
أمها: هند بنت عوف بن زهير من حمير بن سبأ بن يشجب بن بن يعرب بن قحطان. التي توصف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً.
أخواتها كانت رضي الله عنها شقيقة لكل من:
أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية، زوج العباس بن عبد المطلب.
لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية، زوجة الوليد بن المغيرة وأم خالد بن الوليد
وأخت لام لكل من:
أم المؤمنين زينب بنت خزيمة الهلالية زوج النبي ﷺ.( أختها لأمها)
أسماء بنت عميس الخثعمية، تزوجت من جعفر بن أبي طالب، ثم تزوجها أبي بكر الصديق ثم تزوجها علي بن أبي طالب. (أختها لأمها )
سلمى بنت عميس الخثعمية، زوج حمزة بن عبد المطلب.( أختها لأمها)
سكنها قبل زواجها من رسول الله ﷺ
كان مسكن ميمونة رضي الله عنها في مكة عند أختها أم الفضل بن الحارث امرأة عم النبي (ﷺ)»([1])
أزوجها قبل الرسول ﷺ:
تزوجها – أولا – مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام ، وطلقها . ثم تزوجها أبو رهم بن عبد العزى ، فمات عنها.
زواجها من رسول الله ﷺ:
في السنة السابعة للهجرة، ذهب الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع ألفين من الصحابة الكرام إلى مكة ودخلوها بدون أسلحة ما عدا سيوفهم التي كانت في أغمادها، كما كان الاتفاق في صلح الحديبية.
ومكث الرسول – صلى الله عليه وسلم – في مكة ثلاثة أيام بعد أن طاف بالكعبة وسعى بين الصفا والمروة وسميت تلك العمرة عمرة القضاء.. وأثناء هذه العمرة اقترح عليه عمُّه العباس أن يتزوّج شقيقة زوجته ميمونة بنت الحارث، فوافق الرسول – صلى الله عليه وسلم.
فخطبها سيدنا العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها ودخل بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من عمرة القضاء سنة سبع هجرية في شهر ذي القعدة.
وسميت هذه العمرة بعمر القضاء؛ لأنها كانت قضاء عن عمرة الحديبية، التي رجع الرسول ﷺ والصحابة بدون دخول بيت الله الحرام
ويقال: أن النبي ﷺ أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها، فوكلت السيدة ميمونة, سيدنا العباس فزوجها لرسول الله ﷺ ، ويقال: إن العباس هو الذي وصفها للنبي ﷺ. وكان العباس يلى أمرها.
فعن ابن عباس : أنها جعلت أمرها لما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى العباس ؛ فزوجها .
وقال بعض العلماء أنها كانت, رضي الله عنها مقيمة في مكة في بيت اختها أم الفضل , و لما أراد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الخروج إلى مكة عام عمرة القضاء بعث أوس بن خولى وأبا رافع إلى العباس ليزوجه ميمونة، فأضلا بعيريهما فأقاما أياما ببطن رابغ حتى أدركهما رسول الله بقديد(مكان يقع إلى الشمال الشرقي من مكة, ويبعد عن مكة المكرمة 150 كم) وقد ضما بعيريهما، فسارا معه حتى قدم مكة فأرسل إلى العباس فذكر ذلك له، وجعلت ميمونة أمرها إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله منزل العباس فخطبها إلى العباس فزوجها إياه.([2])
«وكان حرص رسول الله (ﷺ) أن يوظف هذا الزواج لصالح الدعوة. ويفتت حقد أهل مكة. فكان مما قاله لهم بعد انتهاء عمرته: (وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، وصنعنا لكم طعاما فحضرتموه). قالوا: لا حاجة لنا في طعامك فأخرج عنا. فخرج رسول الله ﷺ و ترك أبا رافع مولاه على ميمونة. حتى أتاه بها بسرف. فبنى بها رسول الله (ﷺ) هنالك.) ([3])
ولم تسمح قريش بزواج رسول الله ﷺ بها في مكة، حيث بنى بها, بعد الإحرام بمكان سرف بطريق مكة. ،(موضع يقع بين التنعيم ووادي فاطمة شمال غرب مكة المكرمة على بعد 12 كم منها)
تقول صفية بنت شيبة،: تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميمونة بسرف وبنى بها في قبة لها(خيمة)، وماتت بسرف،(موضع يقع بين التنعيم ووادي فاطمة شمال غرب مكة المكرمة على بعد 12 كم منها٬)، ودفنت في موضع قبتها
وقيل أنها هي التي وهبت نفسها لرسول الله ﷺ
ونزل فيها قول الله عز وجل ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾ [الأحزاب:50]
عن ابن عباس : ( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ) قال : هي ميمونة بنت الحارث .
وعن عكرمة : أن ميمونة وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم .
روت عدة أحاديث عن رسول الله ﷺ
جميع ما روت ثلاثة عشر حديثا . لها سبعة أحاديث في ” الصحيحين البخاري ومسلم “، وانفرد لها البخاري بحديث . ومسلم بخمسة أحاديث .
وحدث عنها ابن عباس، ابن أختها يزيد بن الأصم، ومولاها سليمان بن يسار ، وأخوه : عطاء بن يسار . وآخرون .
مهرها:
عن عمرة: قيل لها إن ميمونة وهبت نفسها لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: تزوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على مهر خمسمائة درهم وولى نكاحه إياها العباس بن عبد المطلب.
من مناقبها وحب الرسول ﷺ لها:
عن ابن عباس أخبرته ميمونة أنها كانت تغتسل هى والنبي، صلى الله عليه وسلم، من إناء واحد.
وعن أم هانئ قالت: اغتسل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وميمونة من إناء واحد قصعة فيها أثر العجين.
ومن المناقب الحسنة والمعاملة الطيبة التي كانت بين رسول الله ونسائه ﷺ ما روته السيدة ميمونة,
عن ميمونة قالت: خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة من عندى فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له فقال: أقسمت إلا فتحته لى. فقلت له: تذهب إلى أزواجك في ليلتى هذه. قال: ما فعلت ولكن وجدت حقنا من بولى.([4])(ذهب رسول الله ﷺ لكي يقضي حاجته)
حلق شعرها بالكامل في موسم الحج:
وقد جاء عن أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها أنها اجتهدت ، فحلقت شعرها بالكامل في الحج، فعن يزيد بن الأصم أن ميمونة حلقت رأسها في إحرامها فماتت ورأسها مجمم.( موقد النار والحر)
يقول يزيد بن الأصم قال: رأيت أم المؤمنين ميمونة تحلق رأسها بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسألت عقبة لم؟ فقال: أراه تبتل(زهد في الدنيا)
وذهب بعض العلماء إلى أن هذا خاص بزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأن أمهات المؤمنين يحرم عليهن النكاح بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} [الأحزاب:٥٣].
فلأجل ذلك رخص لهن في الحلق، أما غيرهن فيحتمل أن تتزوج وبالتالي فلا يجوز لها أن تزيل الشعر الذي يعتبر من الزينة([5])
كرمها وانفاقها في سبيل الله:
كانت رضي الله عنها معروفة بالكرم والانفاق.
سألها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذات مرة عن جارية لها فقالت: أعتقتها. فقال: قد كانت جلدة (قوية وتتحمل)ولو كنت وضعتها في ذى قرابتك كان أمثل(أفضل).
ثناء الرسول ﷺ عليها:
رواه الحاكم بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأخوات مؤمنات ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأختها أم الفضل بنت الحارث، وأختها سلمة بنت الحارث امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن)
ثناء السيدة عائشة عليها:
يقول يزيد بن الأصم (أمه برزة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي ﷺ)، قال : تلقيت عائشة ، وهي مقبلة من مكة ، أنا وابن أختها ولد لطلحة(ابن لأم كلثوم بنت أبي بكر) ، وقد كنا وقعنا في حائط (حديقة)بالمدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك ؛ فأقبلت على ابن أختها تلومه ؛ ثم وعظتني موعظة بليغة ، ثم قالت : أما علمت أن الله ساقك(اختارك) حتى جعلك في بيت نبيه ؛ ذهبت والله ميمونة (ماتت)، ورمي بحبلك على غاربك (أي لا يوجد أحد يمنعك)! أما إنها كانت من أتقانا لله ، وأوصلنا للرحم .
ذكرها لله تعالى وتمسكها بالسنة:
يقول ابن اختها يزيد بن الأصم : كان مسواك ميمونة بنت الحارث زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، منقعا في ماء فإن شغلها عمل أو صلاة وإلا أخذته فاستاكت به.
وعن ميمونة أنها أبصرت حبة رمان في الأرض فأخذتها وقالت: إن الله لا يحب الفساد.
وكانت رحمها الله كثيرة الذكر والثناء على الله تعالى
فعن ابن عباس قل كنت أقود بعير ميمونة، فلم أزل أسمعها تهل، (رفع صوتها بذكر الله والتلبية)حتى رمت الجمرة .
جهادها رحمها الله :
عن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول: أطعم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ميمونة بنت الحارث بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا، ويقال قمحا.
وفاتها:
عن يزيد بن الأصم ابن اختها، قال : دفنا ميمونة بسرف(موضع يقع بين التنعيم ووادي فاطمة شمال غرب مكة المكرمة على بعد 12 كم منها) في الظلة التي بنى(دخل) بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كانت حلقت في الحج . نزلت في قبرها ، أنا وابن عباس .(ابن اختها)
وعن عطاء : توفيت ميمونة بسرف فخرجت مع ابن عباس إليها ، فقال ابن عباس: إذا رفعتم نعشها ، فلا تزلزلوها ، ولا تزعزعوها .
وقيل : توفيت بمكة ، فحملت على الأعناق بأمر ابن عباس إلى سرف ، وقال : ارفقوا بها ؛ فإنها أمكم .
وتوفيت سنة إحدى وخمسين رضي الله عنها .
وعن يزيد بن الأصم قال: حضرت قبر ميمونة فنزل فيه ابن عباس وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأنا وعبيد الله الخولانى، وصلى عليها ابن عباس.