أعظم شيء أمر الله به هو التوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة، وأعظم ما نهى عنه الشرك،
والتوحيد أعظم شيء في الدنيا
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ” قال موسى: يا رب، علمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله ” رواه ابن حبان، والحاكم وصححه
” فحق الله على العباد “هو التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالي وترك ما يعبد من دونه عز وجل .
قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} سورة الذاريات آية: 56..
وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} سورة النحل آية: 36..
قال تعالي {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا} ، [الإسراء: 111] .
وقال تعالي {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً) سورة الإسراء آية: 22.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ” كنت رديف النبي صلي الله عليه وسلم على حمار فقال لي: ” يا معاذ! أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ ” فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: ” فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا”، فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: ” لا تبشرهم فيتكلوا متفق عليه
ولا بد أن نعلم أن للتوحيد فوائد كثيرة منها
1_ تكفير للذنوب والسيئات
عبد الله بن عمرو مرفوعا: قال رسول الله ﷺ ” يصاح برجل من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر ثم يقال: أتنكر من هذا شيئا؟. فيقول: لا يا رب فيقال: ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا، فيقال: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ” رواه الترمذي وحسنه
وعن أنس: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ” قال الله تعالى: يا ابن آدم; لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ” حسن الترمذي
2_الفوز بالجنة و البعد عن النار.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل “متفق عليه
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ” من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ” رواه مسلم
عن عتبان: قال قال رسول الله ﷺ” فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله “ البخاري ومسلم
3_عصمة الدم والمال
عن حديث طارق بن أشيم الأشجعي رضي الله عنه. عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ” من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله عز وجل) رواه مسلم
وعلي المسلم أن يتعلق قلبه بالله سبحانه وتعالي
فالاستعانة والسؤال والاعتماد لا يكون إلا علي الله تعالي وهذا من صميم التوحيد “
فعن ابن عباس عن رسول الله ﷺ قال ” احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك، جفت الصحف ورفعت الأقلام، واعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا) الترمذي