بسم الله الرحمن الرحيم
ابن حبان (الحافظ المجود شيخ خراسان)
ويعرف أيضا أبو حاتم البستي ([1])
اسمه”
الإمام العلامة الحافظ المجود شيخ خراسان أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد ين يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم التميمي الدارمي البستي صاحب الكتب المشهورة ([2])
وقيل
محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد ويقال ابن معبد بن هدبة بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن يزيد بن عبد الله ابن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو حاتم التميمي البستي ([3])
وأصله تميمي
و«التَّميمي» نسبة إلى تميم جد القبيلة العربية المشهورة، وهو تميم بن مُر، الذي يصل نسبُه إلى عدنان، فهو عربي الأصل، أفغاني المولد والبلد
كنيته”
أبو حاتم البستي ([4])) ([5])
والبستي بضم الباء الموحدة وإسكان السين المهملة وحبان بكسر الحاء ([6])
وبست آخره تاء مثناة واد بأرض إربل من ناحية أذربيجان في الجبال بست بالضم مدينة بين سجستان وغزنين وهراة وأظنها من أعمال كابل فإن قياس ما نجده من أخبارها في الأخبار والفتوح كذا يقتضي وهي من البلاد الحارة المزاج وهي كبيرة وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر وسئل عنها بعض الفضلاء فقال هي كتثنيتها يعني بستان ([7])
وكذا جاء في هدية العارفين ج6 ([8])
بست بضم الباء وسكون السين مدينة بين سجستان وغزنين من اعمال كابل
شيوخه”
سمع من أكثر من ألفي شيخ [9]))
وأكبر شيخ لقية أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي سمع منه بالبصرة ومن زكريا الساجي وسمع بمصر من أبي عبدالرحمن النسائي وإسحاق بن يونس المنجنيقي وعدة وبالموصل من أبي يعلى أحمد بن علي وبنسا من الحسن بن سفيان وبجرجان من عمران بن موسى بن مجاشع السختياني وببغداد من أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي وطبقته وبدمشق من جعفر بن احمد ومحمد بن خريم وبنيسابور من ابن خزيمة والسراج والماسرجسي وبعسقلان من محمد بن الحسن بن قتيبة وببيت المقدس من عبد الله بن محمد بن سلم وبطبريه من سعيد بن هاشم وبهراة من محمد بن عبد الرحمن السامي والحسين بن إدريس وبتستر من أحمد بن يحيى بن زهير وبمنبج من عمر بن سعيد بالأبلة من أبي يعلى بن زهير وبحران من أبي عروبة وبمكة من المفضل الجندي وبأنطاكية من أحمد بن عبيد الله الدارمي وببخارى من عمر بن محمد بن بجير ([10])
تلاميذه”
حدث عنه أبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله الحاكم ومنصور بن عبد الله الخالدي وأبو معاذ عبدالرحمن بن محمد بن رزق الله السجستاني وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني ومحمد بن أحمد بن منصور النوقاتي وخلق سواهم ([11])
ما قيل في ترجمته”
قال أبو سعد الإدريسي كان على قضاء سمرقند زمانا وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار عالما بالطب وبالنجوم وفنون العلم صنف المسند الصحيح يعني به كتاب الأنواع والتقاسيم وكتاب التاريخ وكتاب الضعفاء وفقه الناس بسمرقند
وقال الحاكم كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال قدم نيسابور سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة فسار إلى قضاء نسا ثم انصرف إلينا في سنة سبع فأقام عندنا بنيسابور وبنى الخانقاه وقرئ عليه جملة من مصنفاته ثم خرج من نيسابور إلى وطنه سجستان عام أربعين وكانت الرحلة إليه لسماع كتبه
وقال أبو بكر الخطيب كان ابن حبان ثقة نبيلا فهما ([12])
وقال ابن السمعاني كان أبو حاتم إمام عصره رحل فيما بين الشاش والإسكندرية
وقال تاج الدين السبكي
صاحب التصانيف الأنواع والتقاسيم والجرح والتعديل والثقات وغير ذلك ([13])
قال علي بن الحسن إبن هبة الله أحد الأئمة الرحالين والمصنفين المحسنين ([14])
الداوودي
صاحب التصانيف الكثيرة وله التفسير وكان من أئمة المحدثين وفضلاء عصره ([15])
تقي الدين أبو عمر ابن الصلاح
كان أبو حاتم هذا – رحمه الله – واسع العلم جامعا بين فنون منه كثير التصنيف إماما من أئمة الحديث كثير التصرف فيه والافتنان يسلك مسلك شيخه ابن خزيمة في استنباط فقه الحديث ونكته وربما غلط في تصرفه الغلط الفاحش على ما وجدته ([16])
ما قاله عن نفسه”
قال ابن حبان في أثناء كتاب الانواع لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ
«ولعلَّنا قد كتبنا عن أكثر من ألفَي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية»، و«إسبيجاب» إقليمٌ يقعُ أقصى الشرق الإسلامي في ذلك الوقت، وكانت ثغرًا من أشهر ثغور الإسلام على حدود القبائل التركية التي لم تدخل بعد في الإسلام،
قال الذهبي كذا فلتكن الهمم هذا مع ما كان عليه من الفقه والعربية والفضائل الباهرة وكثرة التصانيف ([17])
من مأخذه”
قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري مؤلف كتاب ذم الكلام سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد سمعت أبي يقول أنكروا على أبي حاتم بن حبان قوله النبوة العلم والعمل فحكموا عليه بالزندقة هجر وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله
قال الذهبي مدافعا عنه”
هذه حكاية غربة وابن حبان فمن كبار الائمة ولسنا ندعي فيه العصمة من الخطأ لكن هذه الكلمة التي أطلقها قد يطلقها المسلم ويطلقها الزنديق الفيلسوف فإطلاق المسلم لها لا ينبغي لكن يعتذر عنه فنقول لم يرد حصر المبتدأ في الخبر ونظير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام الحج عرفة ومعلوم أن الحاج لا يصير بمجرد الوقوف بعرفه حاجا بل بقي عليه فروض وواجبات وإنما ذكر مهم الحج وكذا هذا ذكر مهم النبوة إذ من أكمل صفات النبي كمال العلم والعمل فلا يكون احد نبيا إلا بوجودهما وليس كل من برز فيهما نبيا لان النبوة موهبة من الحق تعالى لا حيلة للعبد في اكتسابها بل بها يتولد العلم اللدني والعمل الصالح وأما الفيلسوف فيقول النبوة مكتسبة ينتجها العلم والعمل فهذا كفر ولا يريده أبو حاتم اصلا وحاشاه وإن كان في تقاسيمه من الاقوال والتأويلات البعيدة والأحاديث المنكرة عجائب وقد اعترف ان صحيحه لا يقدر على الكشف منه إلا من حفظه كمن عنده مصحف لا يقدر على موضع اية يريدها منه إلا من يحفظه
وقال أبو إسماعيل الأنصاري سمعت يحيى بن عمار الواعظ وقد سألته عن ابن حبان فقال نحن اخرجناه من سجستان كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله واخرجناه
وقال الذهبي أيضا قرأت بخط الحافظ الضياء في جزء علقة مآخذ على كتاب ابن حبان فقال في حديث أنس في الوصال فيه دليل على ان الاخبار التي فيها وضع الحجر على بطنه من الجوع كلها بواطيل وإنما معناها الحجز وهو طرف الرداء اذ الله يطعم رسوله وما يغني الحجر من الجوع ([18])
وذكر تاج الدين السبكي في طبقاته باب أسماه ذكر ما رمى به أبو حاتم وتبيين الحال فيه [19]))
محنته
سئل عن النبوة فقال: «النبوة: العلم والعمل»، وكان يحضر مجلسه بعض الوعاظ فقام إليه واتهمه بالزندقة والقول بأن النبوة مكتسبة، وارتفعت الأصوات في المجلس وهاج الناس بين مؤيد للتهمة ونافٍ لها، وخاضوا في هذا الخبر على كل وجه، حتى كتب خصوم ابن حبان محضرًا بالواقعة وحكموا عليه فيه بالزندقة ومنعوا الناس من الجلوس إليه، وهُجر الرجل بشدة، وبالغوا في أذية ابن حبان وتمادوا في ذلك حتى كتبوا في أمر قتله وهدر دمه إلى الخليفة العباسي وقتها، فكتب بالتحري عن الأمر وقتله إن ثبتت عليه التهمة، وبعد أخذ ورد اتضحت براءة ابن حبان ولكنهم أجبروه على الخروج من نيسابور إلى سجستان. وهناك وجد أن الشائعات ما زالت تطارده والتهمة ما زالت تلاحقه. وتصدى له أحد الوعاظ هناك واسمه يحيى بن عمار وظل يؤلب عليه حتى خرج من سجستان وعاد إلى بلده «بست»، وظل بها حتى مات.
من اقواله”
قال في صحيحه شرطنا في نقله ما اودعناه في كتابنا ألا نحتج إلا بأن يكون في كل شيخ فيه خمسة أشياء العدالة في الدين بالستر الجميل الثاني الصدق في الحديث بالشهرة فيه الثالث العقل بما يحدث من الحديث الرابع العلم بما يحيل المعنى من معاني ما روى الخامس تعرى خبره من التدليس فمن جمع الخصال الخمس احتججنا به ([20])
عقيدته
أنكر ابن حبان الحد والجهة لله، وقد صرح بذلك في مقدمة كتابه «الثقات»، فثار عليه بعض طلاب العلم، وطُرد من سجستان، ويفتخر بطرده يحيى بن عمار، حيث سأله أبو إسماعيل الهروي: هل رأيت ابن حبان؟ فقال: وكيف لم أره؟ نحن أخرجناه من سجستان. فيقول: كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين، قدم علينا، فأنكر الحد لله، فأخرجناه من سجستان.([21])
مولده”
ولد سنة بضع وسبعين ومائتين ([22])وُلد في مدينة «بُست»، وهي مدينة كبيرة بين هراة وغزنة (من بلاد كابل عاصمة أفغانستان اليوم)،
وفاته”
توفي ابن حبان بسجستان بمدينة بست في شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وهو في عشر الثمانين ([23]) ([24]) توفي ليلة الجمعة لثمان بقين من شوال([25]) في بست (من بلاد سجستان. ([26])
من مؤلفاته
اشتُهِرَ الإمام ابن حبان بكثرة التأليف في كثير من فروع الشريعة، فألَّف كتبًا كثيرة في الحديث، والفقه، والبلدان، وغيرها.
من كتبه:
-
(المسند الصحيح) في الحديث، يقال: إنه أصح من سنن ابن ماجة
-
(روضة العقلاء – ط) في الأدب
-
(الأنواع والتقاسيم – خ) في الأزهرية، جمع فيه ما في الكتب الستة، محذوفة الأسانيد [! ! ]
-
معرفة المجروحين من المحدثين – خ) رأيت مخطوطة قديمة في الرباط (1503 كتاني) شوهتها الأرضة، مبتورة الآخر، كتب عليها: (سفر فيه المجروحون والضعفاء من رواة الحديث) [طُبع]
-
(الثقات – خ) جزآن منه، ونسخ كاملة (ذكرت في تذكرة النوادر 90) [طُبع]
-
(علل أوهام أصحاب التواريخ) عشرة أجزاء
-
(الصحابة) خمسة أجزاء،
-
كتاب (التابعين) اثنا عشر جزءا
-
(أتباع التابعين) و (تباع التبع) كلاهما في خمسة عشر جزءا
-
(غرائب الأخبار) عشرون جزءا
-
(أسامي من يعرف بالكنى) ثلاثة أجزاء
-
(المعجم) على المدن، عشرة أجزاء
-
(وصف العلوم. وأنواعها) ثلاثون جزءا.
وكان قد جمع مؤلفاته في دار رسمها بها في بلدته (بست) ووقفها ليطالعها الناس، وقرئ عليه أكثرها.
-
وطبع له كتاب باسم (مشاهير علماء الأمصار) في جزء لطيف ([27]).








