جاء في القرآن الكريم ذكر بيت المقدس في مواطن عدة نذكر منها([1])
قال تعالى: “﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير﴾” الإسراء “1
قال شمس الدين السيوطي: إن لم يكن لبيت المقدس من الفضيلة غير هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية، لأنه إذا بورك حوله، فالبركة فيه مضاعفة، ولأن الله تعالى لما أراد أن يعرج بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى سمائه، جعل طريقه عليه تبياناً لفضله)
ومعني باركنا حوله: أجرى اللَّه حول بيت المقدس الأنهار وأنبت الثمار وأظهر البركة، والبركة: الثبات يراد به ثبات الخير، ومضى تبارك اللَّه: ثبت الخير عنده أو في خزائنه، وقيل: علا وتقدس من العظمة والجلال، وقيل: من البقاء والدوام ([2])
وقال تعالى:” ﴿وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين﴾” البقرة(58)
يقول ابن كثير في تفسيره: ولهذا كان أصح القولين أن هذه البلدة هي بيت المقدس
وقال الإمام القرطبي في تفسيره لهذه الآية:( واختلف في تعيينها فقال الجمهور: هي بيت المقدس والباب الذي أمروا بدخوله هو باب في بيت المقدس يعرف اليوم بـ” باب حطة
قال الله تعالى “﴿ومَنْ أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم﴾” البقرة (114).
قال السيوطي: نزلت في منع الروم المسلمين من بيت المقدس، فأذلهم الله وأخزاهم ولا يدخله أحد منهم أبداً إلا وهو خائف متلفع ثوب الخزي والهوان والصغار
وقال تعالى: “﴿يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين﴾” المائدة “21”.
قال قتادة: هي الشام، وقال الزجاج: دمشق وفلسطين. وقال السيوطي: سماه الله تعالى ـ يعني بيت المقدس ـ مباركاً ومرة مقدساً.
وقال ابن كثير: تحريض موسى لبني إسرائيل على الجهاد والدخول إلى بيت المقدس.
فالخطاب موجه لسيدنا موسى عليه السلام، وهذا يدلل على قدسية هذه البلاد قبل بعثة سيدنا موسى وعيسى وقبل بناء الهيكل وكنيسة المهد
قوله تعالى:﴿ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين﴾” الأنبياء “71
عن ابن عباس: أنها الأرض المقدسة، قال ابن الجوزي في زاد المسير وغيره: بأن الله نجّى إبراهيم ولوطاً عليهما السلام إلى الأرض المباركة أرض الشام وفيها فلسطين بعد أن كانا في العراق.([3]) وذكر ابن جرير الطبري في تفسيره عن ابن عباس: إن الأرض المباركة هي بيت المقدس، لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء، وهي كثيرة الخصب والنمو، عذبة الماء ([4] ) وقال السيوطي: إن المراد بذلك بيت المقدس
وقال تعالى: ﴿ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين﴾ الأنبياء “81”
قال ابن الجوزي والقرطبي وابن كثير في تفسيرهم: بأن الله سخر لسليمان عليه السلام الريح تهب بشدة، وتجري بسرعة إلى الأرض التي باركنا فيها: أرض الشام([5] )
وقوله تعالى: ﴿ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون﴾ الأنبياء 105″.
قيل أنها أرض الأمم الكافرة ، ترثها أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول ابن عباس الذي روى عنه علي بن أبي طلحة([6] ) وهذا دليل أن الأمة الإسلامية سوف ترث الدنيا وسوف تعود فلسطين كاملة للمسلمين إن شاء الله قريبا
– وقوله تعالى: ﴿وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين﴾ المؤمنون“50
وعن أبي هريرة يقول في قول الله: (إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) قال: هي الرملة من فلسطين.([7])
وقد ذكره ابن كثير في تفسيره، وقال كعب وقتادة: بيت المقدس، كما وذكر ابن كثير قائلاً: وكذا قال الضحّاك وقتادة:(إلى ربوة ذات قرار ومعين) : هو بيت المقدس ([8] )
وقال تعالى: “واستمع يوم يُنادِ المُنادِ من مكانٍ قريب” ق “41 قال ابن الجوزي، والقرطبي وابن كثير في تفاسيرهم: بأن الله يأمر إسرافيل أن يقف على صخرة بيت المقدس لقربها من السماء وينادي: أيها الناس: هلموا إلى الحساب إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء ([9])
وقال تعالى: ﴿والتين والزيتون﴾ التين “1”. قال القرطبي: وروي عن ابن عباس وابن زيد: والزيتون: مسجد بيت المقدس، وقال الضحّاك: “.. والزيتون”: المسجد الأقصى.
و قال ابن كثير: قال قتادة: ” والزيتون” هو مسجد بيت المقدس، وذكر السيوطي عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال:” التين”: دمشق، ” والزيتون”: بيت المقدس([10] )
وغير ذلك من الأدلة الكثيرة من كتاب الله تعالي علي قدسية هذه الأراضي المقدسة
[1]) إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى المؤلف: شمس الدين محمد ، المنهاجي الأسيوطي ثم القاهري الشافعي (المتوفى: 880 هـ)