الغلو في محبة الصالحين
ومن الأشياء المحرمة أيضا الغلو في الصالحين والمبالغة في مدحهم.
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قول الله تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}
قال: ” ” هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح. فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم، عبدت “. البخاري رقم (4940) في تفسير سورة نوح.
وقال ابن القيم: “قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثليهم؟ ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم”.
وعن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ” لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم; إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ” رواه البخاري
قوله: “لا تطروني ” الإطراء هو الغلو، في المدح والمحبة “كما أطرت النصارى ابن مريم”، كما قال تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} سورة النساء آية: 171.
و عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو “. مسلم
و” عن عائشة – رضي الله عنها -: ” أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلي الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض بالحبشة وما فيها من الصور. فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح – أو العبد الصالح – بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة”، فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين، فتنة القبور، وفتنة التماثيل “. البخاري
و”” عن أم سلمة: قالت: قال رسول الله ﷺ “لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا “متفق عليه
وكل هذه الاشياء من البدع التي نهي الشرع عنها
وتعريف البدعة
هي العبادة التي اخترعها الناس وفعلوها .، ولم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رَدٌّ)؛ رواه مسلم، رد: يعني مردودًا.