منهم الأوس والخزرج الذين نزلوا يثرب، وخُزاعة التي نزلت مكة وما حولها.
وسجستان
بكسر أوله وثانيه وسين أخرى مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره نون وهي ناحية كبيرة وولاية واسعة
وذهب بعضهم إلى أن سجستان اسم للناحية وأن اسم مدينتها زرنج وبينها وبين هراة عشرة أيام ثمانون فرسخا وهي جنوبي هراة وأرضها كلها رملة سبخة والرياح فيها لا تسكن أبدا ولا تزال شديدة تدير رحيهم وطحنهم كله على تلك الرحى
وطول سجستان أربع وستون درجة وربع وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وسدس وهي من الإقليم الثالث ([3])
جده”
يقال أن جده عمران قتل مع سيدنا علي بن أبي طالب بصفين ([4])
حدث عنه خلق كثير منهم ابن حبان وأبو الحسن الدارقطني وآخرون
قال الحافظ أبو محمد الخلال كان ابن أبي داود إمام أهل العراق ومن نصب له السلطان المنبر وقد كان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو
ومات في ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة وخلف ثلاثة بنين عبد الأعلى ومحمدا وأبا معمر عبيد الله وخمس بنات وعاش سبعا وثمانين سنة وصلى عليه ثمانين مرة نقل هذا أبو بكر الخطيب ([7])
الإمام أحمد بن حنبل و يحيى بن معين وعلي بن المديني وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم
قال الذهبي
سمع بمكة من القعنبي وسليمان بن حرب وسمع من مسلم بن إبراهيم وعبد الله بن رجاء وأبي الوليد الطيالسي وموسى بن إسماعيل وطبقتهم بالبصرة
ثم سمع بالكوفة من الحسن بن الربيع البوراني وأحمد بن يونس اليربوعي وطائفة وسمع من أبي توبة الربيع بن نافع بحلب ومن أبي جعفر النفيلي وأحمد بن أبي شعيب وعدة بحران ومن حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه وخلق بحمص ومن صفوان بن صالح وهشام بن عمار بدمشق ومن إسحاق بن راهويه وطبقته بخراسان ومن أحمد بن حنبل وطبقته ببغداد ومن قتيبة بن سعيد ببلخ ومن أحمد بن صالح وخلق بمصر ومن إبراهيم بن بشار الرمادي وإبراهيم بن موسى الفراء وعلي بن المديني والحكم بن موسى وخلف بن هشام وسعيد بن منصور وسهل بن بكار وشاذ بن فياض وأبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد وعبد الرحمن بن المبارك العيشي وعبد السلام بن مطهر وعبد الوهاب بن نجدة وعلي بن الجعد وعمرو بن عون وعمرو بن مرزوق ومحمد بن الصباح الدولأبي ومحمد بن المنهال الضرير ومحمد بن كثير العبدي ومسدد بن مسرهد ومعاذ بن أسد ويحيى بن معين وأمم سواهم ([9])
تلاميذه”
وروى عنه أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الاشناني وأبو عمرو أحمد بن علي بن الحسن البصري وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي وأبو بكر محمد بن عبد الرزاق بن داسة وأبو الحسن علي بن الحسن بن العبد الأنصاري وأبو عيسى إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي وراقة وأبو أسامة محمد بن عبد الملك بن يزيد الرواس وهؤلاء رواة السنن عنه وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري راوي كتاب الرد على أهل القدر عنه وأبو بكر وأحمد بن سليمان النجار راوي كتاب الناسخ والمنسوخ عنه وأبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري الحافظ راوي المسائل عنه وإسماعيل بن محمد المطار راوي مسند مالك عنه وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو عيسى الترمذي وحرب بن إسماعيل الكرماني وزكرياء الساجي وأبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي وعبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي وأبو بشر محمد بن أحمد الدولابي وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا وإبراهيم بن حميد بن إبراهيم بن يونس العاقولي وأبو حامد أحمد بن جعفر الأصبهاني وأحمد بن المعلى بن يزيد الدمشقي وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي والحسن بن صاحب الشاشي والحسين بن إدريس الأنصاري وعبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي وعلي بن عبد الصمد ناعمة ومحمد بن مخلد الدوري ومحمد بن جعفر بن المستفاض الفريابي وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي وجماعة ([10])
مذهبه الفقهي
ذُكر عددا من العلماء أنه كان حنبلي المذهب، كالإمام أبو إسحاق الشيرازي وكذلك ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة،و قال ابن أبي يعلى: «ونقل عَنْ إمامنا أشياء.»، ثم أخذ يسرد ما رواه أبو داود عن ابن حنبل، كما ألف كتابًا في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ورتبه حسب أبواب الفقه، وهو كتاب «مسائل الإمام أحمد».([11])
قال الذهبي: «كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء، فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد، لازم مجلسه مدة، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول، وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها، وترك الخوض في مضائق الكلام.»([12])
وذهب بعض العلماء أنه بلغ رتبة الإجتهاد
قال ابن تيمية: «أما البخاري؛ وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد.»([13])
ما قيل في ترجمته
قال أبو بكر الخلال أبو داود الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم ونصره بمواضعه أحد في زمانه رجل ورع مقدم
سمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر بن صدقة وغيرهما يرفعون من قدره
وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي كان أحد حفاظ الإسلام للحديث وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة مع النسك والعفاف والصلاح والورع
وقال محمد بن إسحاق الصغاني وإبراهيم الحربي ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود عليه السلام الحديد
وقال محمد بن مخلد كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حدث ولما صنف السنن وقرأه على الناس صار كتابه لأهل الحديث كالمصحف يتبعونه وأقر له أهل زمانه بالحفظ
وقال موسى بن هارون خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة
وقال علان بن عبد الصمد كان من فرسان هذا الشأن
وقال أبو حاتم بن حبان كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا وإتقانا جمع وصنف وذب السنن
وقال أبو عبد الله بن منده الذين أخرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم وبعدهما أبو داود والنسائي
وقال الحاكم أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة ([14])
قال أبو بكر الخلال أبو داود الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه أحد في زمانه رجل ورع مقدم سمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا كان أبو داود يذكره
ثم قال الخلال وكان إبراهيم الأصبهاني ابن اورمة وأبو بكر بن صدقه يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله
وقال أحمد بن محمد بن ياسين كان أبو داود أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله وسنده في اعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان الحديث ([15])
وقال الذهبي: «بلغنا أنًّ أبا داود كان من العلماء حتى إن بعض الأئمة قال: كان أبو داود يشبه أحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته، وكان أحمد يشبه في ذلك وكيع، وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي ﷺ في هديه ودله.»
عقيدته”
كان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها وترك الخوض
قال القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود فقيل يا أبا داود هذا سهل جاءك زائرا فرحب به فقال له سهل أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله فأخرج إليه لسانه فقبله ([17])
عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقري قال أخبرني محمد بن بكر بن عبد الرزاق في كتابه قال كان لأبي داود السجستاني كم واسع وكم ضيق فقيل له يرحمك الله ما هذا قال الواسع للكتب والآخر لا يحتاج إليه ([18])
و يُروى أنه: «جاءه الأمير أبو أحمد الموفق ولي العهد فدخل، ثم أقبل عليه أبو داود، فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ قال: خلال ثلاث. قال: وما هي؟ قال: «تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنًا، ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنها الناس، لما جرى عليها من محنة الزنج»، فقال: «هذه واحدة»، قال: «وتروي لأولادي السنن»، قال: «نعم، هات الثالثة.» قال: «وتفرد لهم مجلسًا، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة»، قال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس في العلم سواء.»([19])
ومن مناقبه رحمه الله أنه كان لا يحابي أحد
كما رُوى عنه أنه قال عن ابنه عبد الله أنه كذّاب لا يُأخذ منه الحديث، قال على بن الحسين بن الجنيد: «سمعت أبا داود يقول ابني عبد الله كذاب».([20])
مولده”
ولد أبو داود في بداية القرن الثالث الهجري سنة 202 هـ ([21])في خلافة المأمون، في بلدة سجستان تقع في أفغانستان وباكستان.
قال أبو عبيد الآجري سمعته يقول ولدت سنة اثنتين وصليت على عفان بن الهيثم سنة عشرين (ومأتيين) ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان بن الهيثم المؤذن فسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا ([22])
في بلد سجستان
وذكر محمد بن أبي نصر أن أبا داود من قرية بالبصرة يقال لها سجستان وليس من سجستان خراسان، وهو قول شاذ ([23])
وفاته”
قال أبو عبيد الآجري مات لأربع عشرة بقين من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين ([24])([25])
وأوصى أن يغسله الحسن بن المثنى، فإن لم يكن الحسن فلينظروا في كتاب سليمان بن حرب عن حماد بن زيد في الغسل فيعملوا به([26])
قال أبو بكر بن راشد قال سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث وانتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني كتاب السنن جمعت فيه أربعة الف وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح وما يشابهه وما يقاربه ويكفي الإنسان لدينه من ذلك اربعة أحاديث أحدها قوله ص الأعمال بالنيات والثاني قوله ص من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه والثالث قوله ص لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه والرابع قوله صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات الحديث ([28])
وبعد أن صنف أبو داودَ كتاب السننَ عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستحسنه واستجاده، وقيل أنه ألفه بطرطوس في مدة طويلة: «أقمت بِطَرْسُوس عشرين سنة، واجتهدت في المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث».([29])
ويقول علي بن الحسن بن العبد: «سمعت كتاب السنن من أبي داود ست مرار بقيت من المرة السادسة بقية»، وظل يقرأه على تلاميذه حتى وفاته. ([30])
وكان منهجه في السنن
أنه يترك الحديث شديد الضعف، ولا يروي عن من اجتُمِعَ على ترك حديثه من الرجال، حيث قال: «ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض»([31])
قال ابن الصلاح: «وروي عنه أنه يذكر في كل باب أصح ما عرفه فيه.» وروى المنذري وابن الصلاح وغيرهما ذكروا أن محمد بن إسحاق بن منده حكى أن شرط أبي داود والنسائي إخراج حديث أقوام لم يجتمع على تركهم، ويحكون عن أبي داود أنه قال: «ما ذكرت في كتابي حديثًا اجتمع الناس على تركه»([32])
واختلف علماء الحديث في الأحاديث المسكوت عنها، فيرى ابن الصلاح ويحيى بن شرف النووي وابن كثير الدمشقي أنها حسنة إن لم تكن في الصحيحين ([33])
ويرى بعض العلماء أن فيه الصحيح وحسن، والضعيف الصالح للاعتبار.
ومن مؤلفاته أيضا
كتاب الزهد رواية: ابن الأعرابي عنه تحقيق: أبو تميم ياسر بن ابراهيم بن محمد، أبو بلال غنيم بن عباس بن غنيم قدم له وراجعه: فضيلة الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف الناشر: دار المشكاة للنشر والتوزيع، حلوان – مصر الطبعة: الأولى، ١٤١٤ هـ – ١٩٩٣ م عدد الصفحات: ٤٠١
كتاب المراسيل
المحقق: شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة: الأولى، ١٤٠٨ عدد الصفحات: ٣٦٥
كتاب تسمية الإخوة الذين روي عنهم الحديث
الكتاب: الرواة من الأخوة والأخوات المحقق: باسم فيصل الجوابرة الناشر: دار الراية للنشر والتوزيع، السعودية – الرياض الطبعة: الأولى، ١٤٠٨ هـ – ١٩٨٨ م عدد الصفحات: ١٠٧
رسالة أبي داود إلى أهل مكة
المحقق: محمد الصباغ الناشر: دار العربية – بيروت عدد الصفحات: ٣٥
وكتاب: سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل
المحقق: محمد علي قاسم العمري الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م عدد الصفحات: ٤١٠
وكتاب البعث أو البعث والنشور، وطبع حديثًا بتحقيق الشيخ أبي إسحاق الحويني.
[29] جلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد علي قاسم العمري. البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر، جـ 2. مكتبة الغرباء الآثرية، المملكة العربية السعودية. ص. 754.
[30] “أبو داود حياته وسننه، الباب الثاني سنن أبي داود، تأليفه (كتاب السنن)، جـ 1، صـ 289”. مجلة البحوث الإسلامية، العدد الأول – الإصدار: من رجب إلى رمضان لسنة 1395هـ.
[31] اختصار علوم الحديث، لابن كثير الدمشقي، فصل: النوع الثاني الحسن، أبو داود من مظان الحديث الحسن
[32] “أبو داود حياته وسننه، الباب الثاني سنن أبي داود، الضعيف في سنن أبي داود، جـ 1، صـ 298”. مجلة البحوث الإسلامية، العدد الأول
[33] اختصار علوم الحديث، لابن كثير الدمشقي، فصل: النوع الثاني الحسن، أبو داود من مظان الحديث الحسن