بسم الله الرحمن الرحيم
ابن أبي زَمَنِين (صاحب التفسير وأصول السنة)
فقيه مالكي، ومحدث ومفسر أندلسي.
اسمه”
هو الإمام القدوة الزاهد، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد، المري الأندلسي الألبيري، شيخ قرطبة ([1]) وقيل محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد بن إبراهيم المري، المعروف: بابن أبي زمنين: من أهل إلبيرة؛ يكنى: أبا عبد الله. ([2])
أصله من العدوة من نفزة ([3])
كنيته” أبو عبد الله
وزمنين بفتح الزاي المعجمة والميم وكسر النون قاله الذهبي في سير النبلاء وكسر النون ثم ياء ساكنة بعدها نون والمري بضم الميم وكسر الراء المهملة المشددة ([4])
وسئل لم قيل لكم بنوا زمنين؟ فقال: لا أدري. كنت أهاب أبي فلم أسأله عن ذلك. ([5])
وإلبيرة تقع في الأندلس في الجبهة الجنوبية لسفوح جبل ألبيرة ، وتشغل مساحة شبه دائرية جنوب بلديات أتار التابعة لغرناطة في إسبانيا، أسسها عبد الرحمن الداخل وأسكنها جند الشام وبعض مواليه ثم خالطهم العرب، وظلت من حواضر الأندلس إلى أن خُرّبت في عهد فتنة الأندلس (400 هـ-422 هـ)
أبوه” قاضي ألبيرة”
محمد بن أبي زمنين من أهل العلم سمع من ابن أيمن وابن أبي دليم ونظرائهم وسمع ابنه محمد والقاضي يونس بن مغيث وغيرهم توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ولمحمد أخ اسمه أبو بكر كان فقيها فاضلا ولي قضاء البيرة ولأجله ألف كتاب الأحكام المسمى بالمنتخب وتوفي وهو قاض بالبيرة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ذكره ابن الزبير ([6])
ابنه”
عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن أبي زمنين المري يكنى أبا خالد كان فقيها جليلا وولي القضاء أخذ الحديث عن الحافظ أبي بكر بن غالب بن عبدالرحمن بن عطية والإمام أبي الحسن علي بن أحمد والقاضي أبي الفضل عياض بن موسى أيام قضائه بغرناطة توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة [7]))
شيوخه“
قرأ ببجانة على سعيد بن فحلون ” مختصر ” ابن عبد الحكم ،وسمع من: محمد بن معاوية الأموي، وأحمد بن المطرف، وأحمد ابن الشامة، ووهب بن مسرة وتفقه بإسحاق الطليطلي([8])
وسمع ببجانة من سعيد فحلون. قرأ عليه مختصر ابن عبد الحكم وأحاديث يسيرة؛ وعامة رواية ابن فحلون عنده، عن أبيه عبد الله بن عيسى عنه، وسمع بقرطبة من محمد بن معاوية القرشي، وإسحاق بن إبراهيم، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن الشامة وغيرهم جماعة كثيرة ([9]).
تفقه بقرطبة عند أبي إبراهيم، وسمع منه ومن وهب بن مسرة، وابن الجزار القروي، وابن المشاط، وأبان بن عيسى بن محمد، وأحمد بن حزم، وابن فحلون، وابن الأحمر، وابن العطار صاحب الورد. وسمع من أبيه، ومحمد بن قاسم بن هلال ([10])
تلاميذه“
روى عنه: أبو عمرو الداني، وأبو عمر بن الحذاء، وجماعة ([11])وتفقه به أهل بلده وغيرهم. وحدث عنه أبو زكريا القلعي، وأبو عمر ابن الحذاء، وحكم ابن محمد، وهشام بن سوار، والقاضي يونس وحسين بن غسان، وأبو عبد الله ابن الحصار. ([12])
ما قيل في ترجمته“
يقول الذهبي“ تفنن، واستبحر من العلم، وصنف في الزهد والرقائق، وقال الشعر الرائق وكان صاحب جد وإخلاص، ومجانبة للأمراء([13]) يقول إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المالكي
كان من كبار المحدثين والعلماء والراسخين وأجل أهل وقته قدرا في العلم والرواية والحفظ للرأي والتمييز للحديث والمعرفة باختلاف العلماء متفننا في العلوم والآداب مضطلعا بالأعراب قارضا للشعر متطرف في حفظ المعاني والأخبار مع النسك والزهد والاستنان بسنن الصالحين أمة في الخير عالما عاملا متبتلا متقشفا دائم الصلاة والبكاء واعظا مذكرا بالله فاشي الصدقة معينا على النائبة مواسيا بجاهه وماله ذا لسان وبيان تصغي إليه الأفئدة ما رأى بعده مثله ([14])
يقول الأدنوري كان عارفا بمذهب مالك بصيرا به ومن الراسخين في العلم في الأدب والشعر متقنا لآثار السلف مع الزهد والنسك وصدق اللهجة والإقبال على الطاعة ومجانبة السلطان([15])
وذكره أبو عبد الله الخولاني وقال: كان رجلاً، صالحاً، زاهداً من أهل العلم، نافذاً في المسائل، قائماً بها له مختصر في المدونة: المقرب بسط مسائله وقربها، متقشفاً واعظاً، وله أشعارٌ حسان في الزهد، والحكم، وتواليف حسان منها حياة القلوب، وأنس المريد وشبه ذلك نفعه الله بها، وكان مع علمه وزهده من أهل السنة متبعاً لها.
قال أبو عمرو المقرئ: كان ذا حفظ للمسائل، حسن التصنيف للفقه، وله كتب كثيرة ألفها في الوثائق، والزهد، والمواعظ منها شيء كثير، وولع الناس بها وانتشرت في البلدان يقرض الشعر ويجود صوغه، وكان كثيراً ما يدخل أشعاره في تواليفه فيحسنها بها، وكان له حظٌ وافرٌ من علم العربية، مع حسن هدى واستقامة طريق وظهور نسك، وصدق لهجة، وطيب أخلاق، وترك للدنيا، وإقبال على العبادة، وعمل للآخرة، ومجانبة للسلطان ،وكان: من الورعين البكائين، الخاشعين، سمعته يقول: أصلنا من تنس. وسئل لم قيل لكم بنوا زمنين؟ فقال: لا أدري. كنت أهاب أبي فلم أسأله عن ذلك. ([16])
قال ابن عفيف: كان من كبار المحدثين والفقهاء الراسخين في العلم.
قال ابن مفرج: كان من أجلّ أهل وقته حفظاً للرأي ومعرفة بالحديث، واختلاف العلماء، وافتناناً في الأدب والأخبار، وقرض الشعر، إلى زهد وورع واقتفاء لآثار السلف، وكثرة العمل والبكاء والصدقة والمواساة بماله وبجاهه. وبيان ولهجة، وما رأيت قبله ولا بعده مثله،
قال الخولاني: كان رجلاً زاهداً صالحاً من أهل الحفظ والعلم. آخذاً في المسائل، قائماً بها، متقشفاً واعظاً له أشعار حسان في الزهد والحكم، له رواية واسعة. وكان حسن التأليف، مليح التصنيف، مفيد الكتب في كل فن، ككتابه المغرب في اختصار المدونة وشرح مشكلها، والتفقه في نكت منها ليس في مختصراتها مثله باتفاق. ([17])
من مؤلفاته
-
(أصول السنَّة – خ) [طُبع]
-
(منتخب الأحكام – ) و المنتخب في الأحكام ظهرت منفعته، وطار بالمشرق والمغرب ذكره” “وتكونت بهذا الكتاب طريقة للتآليف الفقهية … ، ولقيت طريقته القبول عند فقهاء المذهب بصفة عامة” ، فكتاب المنتخب في الاحكام “مشهور”([18])
وموضوع الكتاب كما هو واضح من عنوانه: الأقضية، والأحكام القضائية، وقد “جمع [فيه مؤلفه] عنوانا من مسائل الأقضية المختلفة، والأحكام، استخراجها من الأمهات، وانتخبها وقسمها إلى عشرة كتب، أو عشرة أجزاء، في سفرين، وهي تمثل فقه القضاء المالكي في مجالات مختلفة، كالشهادة والقضاء، والارتهان .. ، وهي بذلك تصور جوانب الحياة الاجتماعية، والاقتصادية للمجتمع بأحكامها العامة ([19])
-
(تفسير القرآن – خ) اختصره من تفسير يحيى بن سلام التيمي [طُبع]
-
(المغرب أو المقرب) في اختصار المدونة وشرح مشكلها، في الفقه و اختصار المدونة ليس لأحد مثله ([20])
-
(حياة القلوب) زهد
-
(النصائح المنظومة) شعره
-
(آداب الإسلام)
-
(المهذب) في اختصار شرح ابن مزين للموطأ
-
المشتمل في علم الوثائق ([21]).