المخطط الصليبي واليهودي لطمس معالم القدس الشريف وضياعها
من المعلوم أن أعداء الأمة الإسلامية لا يريدون للأمة الإسلامية نهوضا ولا علوا ، لذا نجدهم يخفون وينتهكون ويضيعون كل ما هو إسلامي ،ويعملون أيضا علي ضياع معالمها وأثارها ، والسبب من ذلك إخفاء ذكرها ومحوها من الذاكرة.
قال تعالي (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة 32)
عندما سيطر الصليبيون على القدس قسّموا الجامع القبلي إلى ثلاثة أقسام: قسم حولوه إلى مكاتب، وقسم إلى سكن لفرسان المعبد، والقسم الثالث إلى كنيسة، واستمر هكذا حتى فتحه صلاح الدين الأيوبي فرمّم المسجد عام 538 هـ الموافق 1187،
وتم ترميمه في عصر الدولة المملوكية والدولة العثمانية. وفي العصر الحديث،
المخطط اليهودي
الهيكل” في اللغة العبرية يعني : ” بيت الإله هو بناء هيكل سليمان المزعوم و
وحسب روايات اليهود فإن داود عليه السلام هو الذي أسس الهيكل ، ولكنه مات قبل أن يبنيه ، وأن ابنه سليمان عليه السلام هو الذي قام ببناء الهيكل فوق جبل موريا ، المعروف باسم هضبة الحرم ، وهو المكان الذي يوجد فوقه المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة
وبعد احتلال اليهود لفلسطين، بقي الجامع القبلي تحت تهديد اليهود، فعمدوا إلى أعمال حفر تحت أغلب الجدار الجنوبي للمسجد وتحت أساسات الجامع القبلي كلها مما عرض المسجد للهدم بزعم منهم أن تحته هيكل مزعون يعرف عندهم بهيكل سليمان ولهذا أراد اليهود قبل سنوات قليلة هدم المسجد للبحث تحته عن هيكل سليمان
وفي يناير 2007 م تم تصميم المنبر الجديد الحالي علي نفس التصميم القديم وتم بناؤه في الأردن في مدة أربع سنوات، واستخدم الحرفيين أساليب النجارة القديمة لبنائه، وأستعمل قطع من أوتاد بدلاً من المسامير لتثبيته
كما تعرّض الجامع القبلي لحريق متعمد هائل على يد اليهودي المجرم المتطرف مايكل دينس روهن، فاحترق منبر نور الدين زنكي، وامتد الحريق ليشمل أغلب الأروقة الثلاثة الشرقية، بالإضافة إلى سقفه الخشبي وذلك يوم 21 أغسطس 1969
وقد قامت محاولات البحث عن الهيكل المزعوم تحت المسجد الأقصى، حتي وصلوا إلى مسافة عشرين مترا تحت المسجد، وقاموا أيضا بالحفر تحت مسجد عمر الذي يقع إلى الشرق من المسجد الأقصى، وتحت المصلى المرواني في الطرف الجنوبي الشرقي من الحرم وكانت أعمالهم في هذه المنطقة، تهدف إلى أمرين:
الأول : هو التزييف الواضح في النشر العلمي للمنطقة ومحاولة تهويد الآثار.
والثاني : هو التدمير والإهمال المتعمد للآثار التي ترجع للعصر الأموي
وأثناء الحفر كشفت الحفائر وجود ثلاثة قصور أموية في المنطقة الجنوبية، ودمروا أجزاء كبيرة منها
وفي 11 / 6/ عام 1967 قام الصهاينة بهدم حارة المغاربة التي تقع في الجنوب الغربي من المسجد الأقصى، ولم يكن بين حارة المغاربة والمسجد الأقصى سوى رصيف صغير لا يتعدى عرضه ثلاثة أمتار.. وسميت هذه الحارة باسم حارة المغاربة لأن صلاح الدين الأيوبي أوقف لهم هذا الحي ليسكنوا فيه بعد أن شاركوا في فتح القدس، ضمن صفوف جيش صلاح الدين، ولكن مساكنهم أنشئت في عهد الملك الأفضل نور الدين بن صلاح الدين أثناء فترة سلطنته على الشام وكانت القدس تابعة له.
وأخطر الأنفاق التي قام بها الصهاينة هو النفق الغربي، ويعد أخطر ما قاموا به بعد احتلال القدس عام 1967، لأنه يمتد هذا بطول الجدار الغربي للحرم الشريف بنحو 450 مترا، وسبب خطورة هذا النفق مستقبليا على الآثار الإسلامية داخل ساحة المسجد كما أنهم قاموا بحفر نفق جديد وربطوه بنفق قديم معروف باسم «كونراد تشيك »، والذي أعادوا حفره، وسمى النفقان معا باسم «نفق حشمونائيم» ويبلغ طوله ثمانين مترا، وعرضه مترا ونصف ، ، كما قاموا بإعادة فتح نفق قديم آخر وهو نفق «الكولونيل تشارلز وارن»ويبلغ طوله 25 مترا وارتفاعه 8 أمتار وعرضه متر ونصف وفي عام 1996 قاموا بفتح باب لهذا النفق الغربي عند مدرسة الروضة
وجميع الحقائق العلمية والتاريخية تثبت كذبهم وادعاءهم المزيف أنه لو وجود لهيكلهم المزعوم ، وأن الذي بناه سيدنا سلمان عليه السلام هو مسجد ليكي يصلي فيه لله رب العالمين
كما جاء في الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن سليمان لما بنى بيت المقدس سأل ربه عز وجل خِلالًا ثلاثًا، فأعطاه اثنتين، ونحن نرجو أن تكون الثالثة لنا: سأله حُكمًا يصادف حكمه فأعطاه إياه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون الله قد أعطانا إياها
صحيح ابن ماجه وغيره
ومعلوم أن سيدنا سليمان ليس هو أول من بني المسجد الأقصي
فالذي بنى المسجد الأقصى أولا هو أدم ثم جدده إبراهيم ، أو حفيده يعقوب عليهما السلام ، وكان ذلك قبل سليمان بمئات السنين
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه ، قَالَ : ” قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ : أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ ؟ قَالَ : ( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ) ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ( الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ) قُلْتُ : كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : ( أَرْبَعُونَ سَنَةً) روى البخاري ومسلم
وقد استغرقت هذا البناء زمن سليمان عليه السلام سبع سنوات ، وشارك في البناء أكثر من 180 ألف رجل
ولقد دمر هذا المسجد وكانت المرة الأولى على يد القائد البابلي بختنصر عام 586 ق . م .
– بعد أن سُمح لليهود بعد السبي البابلي الذي كان في بابل بالرجوع إلى القدس ، أعادوا البناء مرة ثانية نحو سنة 521 ق . م .
– وفي عام 313 م دخل الامبراطور قسطنطين المسيحية ، وقام ببناء الكنائس ، فكانت كنيسة القيامة أول الكنائس التي أقيمت في تلك الفترة ، وجعل مكان الهيكل مكانا لرمي القمامات نكاية في اليهود .
– ثم دمر مرة أخرى على يد “تيطس” ابن الامبراطور الروماني “سباستيان”
وفي عام 135 م (في عهد الامبراطور هارديان) تم تدمير المدينة بأكملها، وطرد اليهود منها ، وأقيمت مكانها مدينة جديدة ، سميت بـ “إيليا كابي تولينا” ، وبقيت بهذا الاسم حتى فتحا المسلمون علي يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وصارت تسمى : “القدس” أو “بيت المقدس” . وقام سيدنا عمر رضي الله عنه ببناء الجامع القبلي والخليفة عبد الملك ببناء قبة الصخرة
وبعدها تشتت اليهود في جميع بقاع الأرض ، بسبب غدرهم ، وقتلهم الأنبياء ، وعصيانهم لله – كما يقول اليهود أنفسهم – فذهبوا إلى الجزيرة العربية والعراق ومصر وأوروبا – ونسيوا القدس ، ونسوا الهيكل ، إلى أن جاء القرن التاسع عشر الميلادي ، فبحثوا عن أية مزاعم تبرر لهم الرجوع إلى القدس فاخترعوا فكرة الهيكل .
– فكانوا يعقدون المؤتمرات وينفقون الأموال ، وكان أول مؤتمر صهيوني ملعون قد عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 م ، بقيادة تيودور هرتزل ، بهدف إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين حتى يتمكنوا من إعادة بناء الهيكل .
وزعموا أن حائط المبكي الذي [ يقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى] هو من بقايا هيكل سليمان
وزعموا أن عودة ملكهم لن تكون إلا بالرجوع إلى القدس وإعادة بناء الهيكل ، وزعموا أيضا أن المسجد الأقصى بني على أنقاض الهيكل .
ويؤكد عالم الآثار الفرنسي «دي سولس» في كتابه «تاريخ الفن اليهودي» أنه تولى بنفسه قياس مساحة الحرم الشريف، وبحث موضوع مكان إقامة الهيكل، وأن نتائج أبحاثه جعلته يرفض تماما ولا يوافق من يدّعون بأن المسجد قد أقيم فوق الهيكل..
ومن هؤلاء أيضا “ول ديورانت” صاحب كتاب “قصة الحضارة” ، و”باروخ سبينوزا” الفيلسوف اليهودي ، و”موريس بوكاي” الطبيب الفرنسي .. وغيرهم .
يقول صاحب موسوعة بيت المقدس : “إن بناء الهيكل هو خرافي وخيالي ، نسبه اليهود إلى سيدنا سليمان ، وقصة بناء الهيكل لا يعترف بها التاريخ ، وليس لها مصادر إلا كتب يهود “.
نفس الشيء نفي هذه المزاعم اليهودية، المؤرخ البريطاني «ويليام داريمبل»، في كتابه عن القدس بعنوان «المدينة المسحورة» قال: كان تقدير العلماء في إسرائيل، أن موقع الهيكل قريب من أسوار مسجد قبة الصخرة، وبدأت الحفريات، وإستمرت رغم إعتراضات اليونسكو(منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة )، وعثرت البعثات الإسرائيلية على بقايا معالم أعلنت عنها وهللت لها ، ثم أضطرت إلى تغطية الإكتشاف كله بستائر من الصمت، لأن البقايا التي عثر عليها لم تكن إلا آثار قصر لأحد الملوك الأمويين، وهو أمر يدحض الدعاوى اليهودية من الأساس، ويكشف أنه ليس هناك ماض ينبني عليه حاضر ومستقبل ، وهذه الكشوفات التي اكتشفوها اثناء البحث تذكرنا
بقول الله عز وجل
{ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا [الإسراء: 81،]
وقوله تعالي { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } [الأنبياء: 18] والخير ما شهد به الأعداء
كما أننا نجد وصف الهيكل المزعوم عندهم بأنه عبارة عن غرفة فيها التابوت العهد وبيقة ما ترك سيدنا موسي عليه السلام
كما جاء في سفر الملوك الأول الإصحاح السادس، سفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح الثالث
يذكر الكتاب المقدس أن طول الهيكل ستون ذراعا (30 مترا تقريبا) ، وعرضه عشرون ذراعا (10 أمتار) ، وارتفاعه ثلاثون ذراعا (15 مترا) ، والرواق (الفناء) الذي أمامه طوله عشرون ذراعا وعرضه عشرة أذرع .
أي أن حجم الهيكل كان 30 م × 10 م × 15 م أي : كانت مساحة أرضه 300 م 2 بارتفاع أربع أو خمس طوابق !!
فهل يعقل أن تستخدم كل هذه المواد ، ويشارك في البناء 180 ألف عامل لمدة سبع سنوات ، من أجل هذا البناء الصغير ؟!
فالدارس لنصوص الكتاب المقدس المتعلقة ببناء الهيكل يأخذه العجب والاستنكار ، بل يجزم بأن قصة البناء خرافة وأسطورة لا حقيقة لها .
لأن النباء الذي قام به سيدنا سليمان وعدد العمال كان خياليا ، مبالغا فيه بما يتجاوز حدود المنطق .
فالذهب كان مائة ألف وزنة ، [ والوزنة تعادل ستة عشر جراما تقريبا] أي : 1,6 طن من الذهب ! والفضة : مليون وزنة أي : 16 طن من الفضة !
والحديد والنحاس بلا وزن لأنه كثير ، والخشب والحجارة تزيد عليها !
وعدد العمال المشاركين في البناء 180 ألف عامل ، منهم 30 ألف عامل أرسلهم سليمان إلى لبنان لقطع الأشجار من هنالك وعليهم رؤساء عددهم 3600 أو 3400 حسب اختلاف الأسفار في عددهم .
وهناك كتب ورسائل عديدة كتبت حول الهيكل ، انظر منها : “الهيكل المزعوم بين الوهم والحقيقة” للدكتور عبد الناصر قاسم الفرا .
و”نقص المزاعم الصهيونية في هيكل سليمان ” للدكتور صالح حسين الرقب .
وموقع الإسلام سؤال وجواب هيكل سليمان عليه السلام حقيقة أم خرافة