تقع مدينة القدس في وسط فلسطين، وتبعد نحو 60 كيلومترا شرق البحر المتوسط وحوالي 35 كيلومترا غرب البحر الميت، و250 كيلومترا شمالا عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمّان الأردن 88 كيلومترا غربا، وعن بيروت 388 كيلومترا جنوبا وعن دمشق 290 كيلومترا جنوب غرب.
وبيت المقدس بفتح الميم وسكون القاف، أي المكان المطهر من الذنوب، واشتقاقه من القدس، وهي الطهارة والبركة.
والقدس: اسم مصدر في معنى الطهارة والتطهير، وروح القدس: جبريل عليه السلام؛ لأنه روح مقدسة، والتقديس: التطهير، ومنه ونقدس لك: علي لسان الملائكة أي ننزهك عما لا يليق بك، فمعنى بيت المقدس المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب، ويقال: المرتفع المنزه عن الشرك([1] )
ويعرف أيضا بالمسجد الأقصى: وهو اسم تفضيل معناه الأبعد، ثم صار يُقصد به الوصف لا التفضيل.
والمسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس والتي تعرف بالبلدة القديمة
تبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 دونم ،والدونم يساوي 1000متر مربع تقريبا فتكون مساحته 144000 كم ويشمل قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى والمسمى الجامع القبلي، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى مئتي معلماً، وتعتبر الصخرة المشرفة هي أعلى نقطة في المسجد الأقصى وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى.
وكلمة «الأقصى» تعني الأبعد، وسُمِّيَ بالأقصَى لبعده عن المسجد الحرام وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في هذا التوقيت ، والمسافة بينهما بتقدير جوجل ايرث حوالي 1235 كم إلا بضع أمتار
وقد أجمع المفسرون على أن المقصود بالمسجد الأقصى مدينة القدس ذاتها
والمراد بالبركة المذكورة في الآية الكريمة في قوله تعالى ﴿الذي باركنا حوله البركة ﴾
البركة الحسية والمعنوية، فأما الحسية فهي التي أنعم الله تعالى بها على تلك الأراضي من الثمار والزروع وكثرة الخيرات وهذا واضح جلي في قصة السيدة مريم عليها السلام
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس” قال كلما دخل عليها زكريا المحرابَ وجد عندها رزقًا”، قال: وجد عندها ثمارَ الجنة، فاكهةَ الصّيف في الشتاء، وفاكهةَ الشتاء في الصيف.
عن قتادة في قوله: “كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا”، قال: كنا نحدَّث أنها كانت تؤتَى بفاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء ،و قال: وجد عندها ثمرةً في غير زمانها.
وعن الحسن قال: كان زكريا إذا دخل عليها = يعني على مريم = المحرابَ وجد عندها رزقًا من السماء، من عند الله، ليس من عند الناس.([2])
وأما البركة المعنوية فهي ما اشتملت عليه من جوانب روحية ودينية، حيث كانت مهبط الصالحين والأنبياء والمرسلين u ومسرى خاتم النبيين، وقد دفن حول المسجد الأقصى كثير من الأنبياء مثل سيدنا إبراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف وكثير من الصالحين وفي مدينة القدس دفن عدد كبير من الصحابة والتابعين منهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت وشداد بن أوس -رضي الله عنهما-. وفي مسجده الصخرة المشرفة، الحلقة التي ربط النبي بها البراق و صلى النبي إماما بالنبيين والمرسلين،
فكانوا يزيدون علي المائة الف نبي ورسول.
[1]) إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (1/ 94) بتصرف