فخرج يعقوب عليه السلام بأولاده وأهله جميعاً إلى مصر واستوطنوها، ويذكر اليهود في كتابهم أن عدد بني إسرائيل الذين دخلوا مصر كانوا سبعون نفساً. فعاشوا مؤمنين بالله في أرض مصر وأعطاهم فرعون مصر، ناحية من مصر (بلبيس بمحافظة الشرقية حاليا) فعاشوا عيشة طيبة فيها
يقول الطبري والبغوي أن القرية في مصر، ورجح المؤرخون أن القرية المذكورة كانت بلبيس نظراً لقربها من مقر حكم سيدنا يوسف وقتها ولأن الرحال كانت تشد منها إلى بلاد كنعان .
قال تعالي ﴿فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين﴾[يوسف: 99]
وقيل أن الغياب بين سيدنا يوسف وأبيه كان أربعين سنة
يقول ابن كثير ( وعند أهل الكتاب أن يعقوب لما وصل إلى أرض جاشر، وهي أرض (بلبيس) خرج يوسف لتلقيه، وكان يعقوب قد بعث ابنه يهوذا بين يديه مبشرا بقدومه، وعندهم أن الملك أطلق لهم أرض جاشر يكونون فيها، ويقيمون بها بنعمهم ومواشيهم. وقد ذكر جماعة من المفسرين أنه لما أزف قدوم نبي الله يعقوب وهو إسرائيل أراد يوسف أن يخرج لتلقيه، فركب معه الملك وجنوده خدمة ليوسف وتعظيما لنبي الله إسرائيل، وأنه دعا للملك، وأن الله رفع عن أهل مصر بقية سني الجدب ببركة قدومه إليهم.([1])
قال تعالي (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) سورة يوسف (82)
وقد ذكر ابن إسحاق، عن أهل الكتاب أن يعقوب أقام بديار مصر عند يوسف سبع عشرة سنة، ثم توفي عليه السلام، وكان قد أوصى إلى يوسف عليه السلام أن يدفن عند أبويه إبراهيم وإسحاق ([2])
ولقد استأذن يوسف ملك مصر وخرج عليه السلام من مصر ومعه عدد من أهل مصر حتى دفن عليه الصلاة والسلام بجوار ابراهيم واسحاق في مزرعة حبرون بأرض الخليل ثم حضرت يوسف عليه السلام الوفاة فأوصى بني إسرائيل أن يحمل معهم إذا خرجوا من مصر فيدفن عند آبائه، فحنطوه ووضعوه في تابوت فكان بمصر حتى أخرجه معه موسى عليه السلام فدفنه عند آبائه أيضا ([3])