عمر بن الخطاب رضي الله عنه
هو: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ نُفَيْل بن عبد العزى الْعَدَوِيُّ الْقُرَشِيُّ
المُلقب بالفاروق، و ثاني الخلفاء الراشدين و أحد العشرة المبشرين بالجنة، وصاحب الفتوحات الإسلامية.
ولد بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول محمد بثلاث عشرة سنة.
وكان رضى الله عنه من أشد أعداء الإسلام في الجاهلية وأكثر أهل قريش أذى للمسلمين، وكان غليظ القلب وكان يعذِّب جارية له من أول النهار حتى آخره، ثم يتركها نهاية الأمر ويقول: «والله ما تركتك إلا ملالةً» (من كثرة الملل)
تحدث مع زوجة عامر بن ربيعة عندما أرادوا الهجرة إلي الحبشة ورق لها في الكلام فطمعت في إسلامه ، فقال لها زوجها : «أطمعت في إسلامه؟» قالت: «نعم». فرد عليها «أنه لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب».
سن سيفه وخرج لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الطريق لقيه نُعَيم بن عبد الله العدوي القرشي وكان من الذين أخفوا إسلامهم، فقال له: «أين تريد يا عمر؟»، فقال : «أريد محمدا هذا الصابي الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله.»، فقال له: «والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا ؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟
فإن ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، وأختك فاطمة بنت الخطاب قد والله أسلما وتابعا محمدًا على دينه؛ فعليك بهما.»
فرجع فوجد الصحابي خباب بن الأرت يجلس معهما يعلمهما القرآن، فضربهم بقوية ولطم وجه فاطمة أخته ، فسقطت منها صحيفة فيها قوله تعالى :
﴿طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ [طه:1–6]
فاهتز عمر وقال: «ما هذا بكلام البشر» وأسلم. في شهر ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة، بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام، وقد كان يبلغ من العمر ما يقارب الثلاثين سنة.
وذهب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم وأعلن إسلامه. وكان النبي قد دعا :
«اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام. قال: “وكان أحبهما إليه عمر”.» عن ابن عباس أنه قال: «أسلم مع رسول الله ﷺ تسعة وثلاثون رجلاً، ثم إن عمر أسلم، فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله : ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
قال للنبي: «يا رسول الله ألسنا على الحق؟»، فأجابه: «نعم»، قال عمر: «أليسوا على الباطل؟»، فأجابه: «نعم»، فقال عمر بن الخطاب: «ففيمَ الخفية؟»، قال النبي: «فما ترى يا عمر؟»، قال عمر: «نخرج فنطوف بالكعبة»، فقال له النبي: «نعم يا عمر»
فخرج المسلمون يكبرون ويهللون في صفين، صف على رأسه عمر بن الخطاب وصف على رأسه حمزة بن عبد المطلب وبينهما النبي محمد، حتى دخلوا وصلّوا عند الكعبة. و قريش تنظر وأصابتهم كآبة شديدة، يقول عمر: «فسماني رسول الله ﷺ الفاروق يومئذٍ».
قال عبد الله بن مسعود: «ما كنا نقدر أن نصلّي عند الكعبة حتى أسلم عمر»، و:«ما زلنا أعِزَّة منذ أسلم عمر»
وعندما هاجر الي المدينة قال لأهل مكة «شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي»
وفي المدينة,آخى النبي بينه وبين أبي بكر، وقيل عويم بن ساعدة الأوسي
وشارك في جميع المواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي غزوة أحد رد على أبي سفيان قائلا له قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
وفي صلح الحديبية، فقال: «أتيت نبي الله، فقلت: “ألست نبي الله حقاً؟”، قال: “بلى”. قلت: “ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟” قال: “بلى”، قلت: “فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟”، قال: “إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري”. قلت: “أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟” قال: “بلى. أفأخبرتك أنك تأتيه العام؟” قلت : “لا”. قال: “فإنك آتيه ومطوف به”». وأتى عمر أبا بكر وقال له مثل ما قال لمحمد، فقال له أبو بكر: «إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحق»، وقال عمر: «ما زلت أصوم وأتصدق وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت أن يكون خيرًا»
وفي غزوة تبوك، أنفق نصف ماله علي جيش المسلمين.
وعندما توفي النبي في 12ربيع الأول سنة 11 هـ. قام عمر، فكان يقول: “والله ما مات رسول الله ﷺ «وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات».: «إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله تُوُفِّي، إن رسول الله ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات».
وفي سقيفة بني ساعدة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بايع الصديق أبو بكر فقام عمر وقال: “أيّكم يطيب نفساً أن يخلُف قَدَمَين قدّمهما النبي ﷺ؟” ثمَّ قال لأبي بكر «ابسط يدك لأبايعك»، فبايعه عمر بن الخطاب، وتبعه الناس فبايعوه.
وبعد حروب الردة ومعركة اليمامة، التي قتل فيها الكثير من حفظة القرآن، قرابة700 حافظ للقرآن
طلب من أبي بكرٍ وقال له: «إنّ القتل اشتد بقُرّاء القرآن، وإنّي أخشى أن يستمرّ القتل بالقُرّاء في المواطن، فيذهب كثيرٌ من القرآن، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن»، فرد عليه أبو بكر وقال: “كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ﷺ؟”. فردّ عمر قائلًا: «أرى والله أنه خير»، وظلّ يكلمه حتي شرح الله صدرهم ,فاستدعى زيد بن ثابت الأنصاريّ وأمره بجمع القرآن.
وقد انتقل المصحف إلى عمر بعد وفاة أبي بكر، ثم انتقلَ إلى ابنته أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها.
ثم تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م،
الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ.
حيث أمر أبو بكر عثمان بن عفان أن يكتب، فقال له: “اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، «أمَّا بعد فإني قد استخلفتُ عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً».
قاد سيدنا عمر الفتح الإسلامي لبلاد الشام والعراق , والمعارك الإسلامية مثل
معركة اليرموك (14 هـ/635 م) وفتح دمشق وبقية مدن الشام:- و فتح بيت المقدس عام 15 هـ
وسافر عمر بنفسه ليستسلم مفتاح بيت المقدس، وصالحهم على الجزية، وصلى بالمسلمين في المسجد الأقصى.
وفتح مصر سنة 20 هـ لما فتح عمرو بن العاص فلسطين، استأذن منه أن يفتح مصر، فوافق فسار إليها، وفتحوا الإسكندرية (مقر المقوقس) وكانت عاصمة مصر.
وكذلك معركة النمارق 13 هـ في بلاد فارس ومعركة الجسر: 13 هـ ومعركة البويب: رمضان 13 هـ وفتح المدائن: صفر سنة 16 هـ
وفتح جلولاء:- وهي المدينة التي فرَّ إليها يزدجرد، وتجمع معه الفرس وفتح إصطخر 17 هـ بقيادة العلاء بن الحضرمي (والي البحرين) وفتح نهاوند (فتح الفتوح) 21 هــ وغيرها من الفتوحات .
أنشأ عمر الدواوين مثل ديوان الرسائل أوّل الديوان في الإسلام، ثم أنشأ ديوان العطاء وديوان الجند. «بيت المال»
جمع عمر الناس، ليتفقوا علي تقويم ثابت للمسلمين, فقال بعضهم: “أرخ بالمبعث”، وبعضهم: “أرخ بالهجرة”، فقال عمر: “الهجرة فرقت بين الحق والباطل”، فأرخوا بها”
وفي يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر ذات نصلين ست طعنات، وهو يُصلي الفجر بالناس.
وكان قد استخلف ستة من المسلمين توفي النبي وهو عنهم راضٍ وهم:
عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص. ولم يجعل منهم ، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، لكونهِ ابن عمه.
وكان يقول: «لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيًا استخلفته، فإن سألني ربي قلت: “سمعت نبيك يقول: أنه أمين هذه الأمة”، ولو كان سالم مولى أبي حُذيفة حيا استخلفته، فإن سألني ربي قلت: “سمعت نبيك يقول: أن سالمًا شديد الحب لله”»، فقال له أحد المسلمين: «استخلف ابنك عبد الله». فقال: «قاتلك الله، والله ما أردت الله بذلك.
ووصي قائلا «أوصيكم بتقوى الله وحده لا شريك له، وأوصيكم بالمهاجرين الأوَّلين خيرًا: أن تعرف لهم سابقتهم. وأوصيك بالأنصار خيرًا؛ فاقبل من مُحسنهم وتجاوز عن مُسيئهم. وأوصيكم بأهل الأمصار خيرًا؛
أهل بيته:
ابن عمّ زيد بن عمرو بن نفيل من الحنفاء, وأخوه الصحابي زيد بن الخطاب كان قد سبق عمر إلى الإسلام.
من زوجاته:
جميلة بنت ثابت الأنصارية: كان اسمها عاصية فسماها النبي جميلة، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة ولدت له عاصم ثم طلقها عمر. فتزوجت بعده زيد بن حارثة فولد له عبد الرحمن بن زيد فهو أخو عاصم بن عمر.
عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، ، ولدت له عياض بن عمر. تزوجت من الزبير بن العوام بعد وفاته
أم حكيم بنت الحارث المخزومية القرشية: كانت متزوجة من عكرمة بن أبي جهل، ثم خالد بن سعيد بن العاص، فقتل في معركة مرج الصفر، فتزوجها عمر ، فولدت له فاطمة.
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تزوجها وهي صغيرة ، في السنة السابعة عشرة للهجرة، ، وهي آخر أزواجه، ونقل الزهري وغيره: أنها ولدت لعمر زيد، ورقية.
أولاده:
كان لعمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- تسعةٌ من الأبناء الذّكور، منهم: عبد الله؛ وأمُّه زينب بنت مظعون., وعاصم؛ وأُمُّه جميلة بنت ثابت , وزيد الأكبر؛ وأُمُّه أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنه-، تُوفّيَ مع أمِّه في وقت واحد. وزيد الأصغر وعُبيد الله وعبد الرحمن الأكبر ؛وأمّه زينب بنت مظعون. وعبد الرحمن الأصغر.
و من الإناث سبعة ، منهمّ: حفصة و رُقيّة؛ وفاطمة وعائشة وجميلة وزينب.
أمه: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة وهي ابنة عمّ كلٍ من أم المؤمنين أم سلمة والصحابي خالد بن الوليد وعمرو بن هشام المعروف بلقب أبي جهل. ويجتمع نسبها مع النبي في كلاب بن مرة.
أبوه : الخَطَّاب بن نُفَيل بن عبد العُزَّى العَدَوي القُرَشي من سادات قريش، وسفيرُهم في عُكاظ. شارك في حرب الفِجار وتُوفي ا قبل بعثة النبي محمد بعدة أعوامٍ.
رضي الله عن عمر وجزاه الله خيرا