اختلف العلماء في مكان مولد سيدنا إبراهيم عليه السلام
فقيل وُلِد -عليه السلام- في بابل من أرض العراق، وقيل إنه وُلد في دمشق، وقيل في حرّان، وقيل في الأهواز
قال ابن كثير: عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: (ولد إبراهيم بغُوطة دمشق، في قرية يقال لها: برزة، في جبل يقال له: قاسيون).ثم قال: والصحيح أنه ولد ببابل
وذكر ابن جرير في تاريخه: أن مولده كان في زمن النمرود بن كنعان، وهو – الملك المشهور، الذي يقال إنه ملك ألف سنة، وكان في غاية الغشم والظلم.[1]))
جاء في تفسير قال البغوي ولد إبراهيم -عليه السلام- في زمن نمرود بن كنعان، وكان النمرود أول من وضع التاج على رأسه، ودعا الناس إلى عبادته، وكان له كهان ومنجمون، فقالوا له: إنه يولد في بلدك هذه السنة غلام يغيّر دين أهل الأرض، ويكون هلاكك، وزوال ملكك علي يديه ([2])
خريطة بابل من أرض العراق
هلاك النمروذ عليه لعنة الله
قال زيد بن أسلم: جمع النمرود جيشه وقت طلوع الشمس، فأرسل الله عليه ذبابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس و سلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم، وتركتهم عظاما بادية، ودخلت واحدة منها في منخري الملك فمكثت في منخره أربعمائة سنة! عذبه الله تعالى بها.فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها، حتى أهلكه الله عزوجل بها([3]) وبعد أن نجا الله تعالي إبراهيم عليه السلام من النمرود والنار التي ألقي فيها ترك هذه البلاد وهاجر
قال الله عز وجل ﴿فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم * ووهبنا له إسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ﴾ سورة العنكبوت 26
المكان الذي هاجر إليه إبراهيم عليه السلام
أجمع العلماء على أن المكان الذي هاجر إليه إبراهيم عليه السلام هو الشام التي كانت تعرف بأرض كنعان؛ يقول ابن كثير والأرض التي قصدها بالهجرة أرض الشام، وهى التى قال الله عزوجل: ” إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ([4])
وقد أحاط اليبوسيون مدينتهم بسو روعندما دخلها إبراهيم (عليه السلام) حوالي سنة 1900 ق.م كانت القدس مدينة متكاملة ذات قاعدة ملكية وهياكل دينية ومركز مقدس.
فكانت الهجرة من أرض الكلدانين حكام العراق وبابل وبلاد فارس إلى أرض الكنعانيين ، أي: من العراق إلى بيت المقدس فلسطين ،
وكانت هجرته عليه السلام بعد أن نجاه الله عز وجل من النار يقول ابن كثير ولما هجر قومه في الله، وهاجر من بين أظهرهم، وكانت امرأته عاقرا لا يولد لها، ولم يكن له من الولد أحد، بل معه ابن أخيه لوط بن هاران بن آزر، وهبه الله تعالى بعد ذلك الأولاد الصالحين، وجعل في ذريته النبوة والكتاب.([5])
ومكث في بيت المقدس، عشر سنين وبعدها تزوج بهاجر وخرج بها الي الجزيرة العربية
ثم رجع وعاش إبراهيم عليه السلام في أرض فلسطين وتتابع نسله ، وكان يترك فلسطين ويذهب تارة الي الجزيرة العربية و بني الكعبة المشرفة فيها، وكان يزور ابنه اسماعيل عليه السلام من وقت لأخر كما هو معلوم ، ونزل أيضا بلاد مصر وكان بينه وبين ملكها أحداث.
سيدنا ابراهيم ينزل مصر
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن إبراهيم لم يكذب قط إلا ثلاث كذبات، كل ذلك في ذات الله، قوله: ” إني سقيم ” وقوله: ” بل فعله كبيرهم هذا “، وبينما هو يسير في أرض جبار من الجبابرة إذ نزل منزلا، فأتي الجبار فقيل له: إنه قد نزل هاهنا رجل معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها فقال إنها أختي. فلما رجع إليها قال: إن هذا سألني عنك فقلت إنك أختي، وإنه ليس اليوم مسلم غيري وغيرك، وإنك أختي، فلا تكذبيني عنده. فانطلق بها، فلما ذهب يتناولها أخذ، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت له فأرسل فذهب يتناولها فأخذ مثلها أو أشد منها، فقال ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت فأرسل، ثلاث مرات، فدعا أدنى حشمه فقال: إنك لم تأتني بإنسان ولكن أتيتني بشيطان، أخرجها وأعطها هاجر، فجاءت وإبراهيم قائم يصلي، فلما أحس بها انصرف، فقال: مهيم؟ فقالت: كفى الله كيد الظالم، وأخذ مني هاجر [6]).)
العودة الي فلسطين
وبعد العودة من مصر عاش إبراهيم عليه السلام في أرض فلسطين الي أن مات فيها عليه السلام وكان يذهب أحيانا الي زيارة سيدنا اسماعيل
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” قوله عتبة بابك : كناية عن المرأة ، وسماها بذلك لما فيها من الصفات الموافقة لها ، وهو حفظ الباب وصون ما هو داخله
وفاة سيدنا ابراهيم u
مات u بعد أن عاد من بلاد الحجاز في عام 1900 قبل الميلاد، ودفن في مدينة الخليل التي سمّيت على اسمه إبراهيم الخليل، وبنى قبره بجانب قبر زوجته سارة في المسجد الإبراهيميّ، الذي يعرف عند اليهود بمغارة المكفيلة، ثمّ دفن في نفس المغارة النبي إسحاق وزوجته عليهم السلام والنبي يعقوب وزوجته عليهما السلام، وبني فوق هذه القبور الحرم الإبراهيمي الشريف. كما يُوجد بعض الروايات تذكر أن يوسف وآدم وسام ونوح مدفونون فيها أيضاً