محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه وقيل بذدريه وهي لفظة بخارية ومعناها الزراع.([1] )
وقيل بن الأحنف الجعفي مولاهم أبو عبد الله البخاري(.( [2]
وبردزبه
بفتح الباء الموحدة بعدها راء ساكنة ثم دال مكسورة مهملة ثم زاى ساكنة ثم باء موحدة مفتوحة ثم هاء ابن بذذبه بباء موحدة مفتوحة ثم ذال معجمة مكسورة ثم ذال ثانية معجمة ساكنة ثم باء موحدة مكسورة ثم هاء هذا ما كنا نسمعه من الشيخ الإمام الوالد رحمه الله وقيل بدل بردزبه الأحنف وقيل غير ذلك. ([3])
بالضم من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلها يعبر إليها من آمل الشط وبينها وبين نهر جيحون يومان من هذا الوجه وكانت قاعدة ملك السامانية قال بطليموس في كتاب الملحمة طولها سبع وثمانون درجة وعرضها إحدى وأربعون درجة.([5])
تقع مدينة بخارى في وسط واحة كبيرة على المجرى الأدنى لنهر زرفشان، وعلى ارتفاع نحو 220 متر فوق سطح البحر وعلى خط الطول 64 درجة و 38 دقيقة شرق غرينتش وخط العرض 39 درجة و 43 دقيقة شمال خط الاستواء. وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر.
أول من اجتاز النهر من المسلمين إلى جبال بخارى هو عبيد الله بن زياد والي خراسان سنة 54 هـ / 674م، ثم فتحها قتيبة بن مسلم
أبوه”
إسماعيل بن إبراهيم وكان من أهل العلم والرواية”
يقول أحمد بن خلف أنه سمع البخاري يقول سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد وصافح ابن المبارك بكلتا يديه. ([6])
وعن أحمد بن حفص قال دخلت عليه عند موته فقال لا أعلم فى جميع مالي درهما من شبهة
أسلم المغيرة على يدي اليمان الجعفي والي بخارى وكان مجوسيا.[8]
فنسب إليه لأنه أسلم علي يديه،و لأن من أسلم على يد شخص كان ولاؤه له.
أصل نسبته
اختلف المؤرخون حول أصله، عربي أم فارسي أم تركي، فذهب أكثر العلماء أنه فارسي وجده كان مجوسي ، أسلم على يد والي بخارى: يمان المسندي البخاري الجعفي. فانتمى إليه بالولاء
ومن هؤلاء أبو الوليد الباجي، والخطيب البغدادي، والنووي، والذهبي، وغيرهم
وذهب بعض العلماء إلي أن جدّه الأكبر هو الأحنف الجعفي عربي الأصل وأن «بَرْدِزبَه» صفة وليس اسماً وتعني «الفلاح» و هذا رأي ابن عساكر، وابن حجر العسقلاني، وتاج الدين السبكي، وزين الدين العراقي، وابن تغري بردي.
ما قاله عن نفسه”
يقول محمد بن أبي حاتم قال قلت لأبي عبد الله كيف كان بدء أمرك قال ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب فقلت كم كان سنك فقال عشر سنين أو أقل ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف الداخلي وغيره.
فقال يوما فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم فقلت له إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم فانتهرني فقلت له ارجع إلى الأصل فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي كيف هو يا غلام قلت هو الزبير بن عدي عن إبراهيم فأخذ القلم مني وأحكم كتابه وقال صدقت فقيل للبخاري ابن كم كنت حين رددت عليه قال ابن إحدى عشرة سنة فلما طعنت في ست عشرة سنة كنت قد حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة فلما حججت رجع أخي بها وتخلفت في طلب الحديث.([9])
وكان يقول رحمه الله: «ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به.»
شيوخه”
لقد روي البخاري عن عدد كبير جدا من العلماء زادوا علي الألف والثمانين عالما كلهم ثقات
يقول محمد بن أبي حاتم سمعته يقول دخلت بلخ فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم
وقال وسمعته قبل موته بشهر يقول كتبت عن ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص (([10]
ومن أهم وأبرز شيوخ البخاري: الإمام علي بن المديني، وهو من أكثر الشيوخ استفاد منه البخاري، قال: «ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني.» وكذلك الإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، والفضل بن دكين.
ولقد ألف العلماء مؤلفات في شيوخ البخاري
كأسامي مشايخ الإمام البخاري: كمحمد بن إسحاق بن منده.
أسامي شيوخ البخاري: لرضيّ الدين الحسن بن محمد الصغاني.
تلاميذه”
روى عنه عددا كبيرا جدا من العلماء أمثال الترمذي في الجامع كثيرا ومسلم في غير الجامع
و النسائي وروى عن البخاري أيضا أبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وابن أبي الدنيا وصالح بن محمد الأسدي وأبو بشر الدولابي ومحمد بن عبد الله الحضرمي والقاسم بن زكريا وابن أبي عاصم وابن خزيمة وعمير بن محمد بن بجير وحسين بن محمد القباني وأبو عمرو الخفاف النيسابوري والحسين بن محمد بن حاتم بن عبيد العجلي وعبد الله بن ناجيه والفضل بن العباس الرازي وأبو قريش محمد بن جمعة القهستاني وأبو بكر بن أبي داود وأبو محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي وهو آخر من حدث عنه ببغداد ومحمد بن يوسف الفربري راوي الصحيح عنه ورواة كتبه المصنفة عنه عبد الله بن محمد بن الأشقر وعبد الله بن أحمد بن عبد السلام ومحمود بن إسحاق الخزاعي ومحمد بن سليمان بن فارس وخلق كثير.[11]
من أقرانه: أبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وغيرهم.
وممن أخذ عنه من كبار الحفّاظ: مسلم بن الحجاج، وابن خزيمة، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وأبو عيسى الترمذي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وحسين بن محمد القبّاني، ويعقوب بن يوسف بن الأخرم، وجعفر بن محمد النيسابوري، وأبو القاسم البغوي، والحسين بن إسماعيل المحاملي.
وغيرهم الكثير وهم أكثر من أن يُحصوا، قال النووي: «وأما الآخذون عن البخاري، فأكثر من أن يحصروا.»
يقول الذهبي
وقد رتب الإمام أبو الحجاج المزي شيوخ البخاري وأصحابه على المعجم كعادته وذكر خلقا سوى من ذكرت. ([12])
يقول أبو علي صالح بن محمد جزرة: «كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد وكنت أستملي له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفاً.»
وروى الخطيب البغدادي عن محمد بن يوسف الفربري أحد أكبر تلاميذ البخاري أنه قال: «سمع الصحيح من البخاري معي نحوٌ من سبعين ألفاً.» وروي أن عدد من سمع منه كتابه الصحيح بلغ تسعين ألفاً([13])
ما قيل في ترجمته”
يقول العباس الدوري يقول ما رأيت أحدا يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل كان لا يدع أصلا ولا فرعا إلا قلعه ثم قال لنا لا تدعوا من كلامه شيئا إلا كتبتموه
يقول إبراهيم الخواص يقول رأيت أبا زرعة كالصبي جالسا بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث. [14]
وقال أبو جعفر حدثني بعض أصحابي إن أبا عبد الله البخاري صار إلى أبي إسحاق السرماري عائدا فلما خرج من عنده قال أبو إسحاق من أراد أن ينظر إلى فقيه بحقه وصدقه فلينظر إلى محمد بن إسماعيل وأجلسه على حجره(. ([15]
يقول محمد بن حبان
كان من خيار الناس ممن جمع وصنف ورحل وحفظ وذاكر وحث عليه وكثرت عنايته
بالأخبار وحفظه للآثار مع علمه بالتاريخ ومعرفة أيام الناس ولزوم الورع الخفى والعبادة الدائمة إلى أن مات رحمه الله. [16]
يقول موسى بن هارون الحمال يقول لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمد بن إسماعيل ماقدروا عليه
يقول ابن خزيمة يقول ما تحت أديم هذه السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري. [17]
ما جاء في حفظه” رحمه الله”
قال أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مئة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد هذا و إسناد هذا لمتن هذا ودفعوا إلى كل
واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس فاجتمع الناس وانتدب أحدهم فسأل البخاري عن حديث من عشرته فقال لا أعرفه وسأله عن آخر فقال لا أعرفه وكذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب اخر ففعل كما فعل الأول والبخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس وهو لا يزيدهم على لا أعرفه فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا والثاني كذا والثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده وفعل بالأخرين مثل ذلك فأقر له الناس بالحفظ فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول الكبش النطاح
وعن أبي الأزهر يقول كان بسمرقند أربع مئة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن. [18]
وقال أبو عمرو الخفاف حدثنا التقي النقي العالم الذي لم أر مثله محمد بن إسماعيل وهو أعلم بالحديث من إسحاق وأحمد وغيرهما بعشرين درجة ومن قال فيه شيئا فعليه مني ألف لعنة
وصفه الجسماني
قال بكير بن نمير سمعت الحسن بن الحسين البزار ببخاري يقول رأيت محمد بن إسماعيل شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير. [19]
قال خلف بن محمد حدثنا محمد بن أحمد بن الفضل البلخي سمعت أبي يقول ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو كثرة دعائك شك البلخي فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره. [21]
قال محمد بن أبي حاتم البخاري سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول حججت ورجع أخي بأمي وتخلفت في طلب الحديث فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى
وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة وقل اسم في التاريخ إلا وله قصة إلا أني كرهت تطويل الكتاب
وكنت أختلف إلى الفقهاء بمرو وأنا صبي فإذا جئت أستحي أن أسلم عليهم فقال لي مؤدب من أهلها كم كتبت اليوم فقلت اثنين وأردت بذلك حديثين فضحك من حضر المجلس فقال شيخ منهم لا تضحكوا فلعله يضحك منكم يوما.( [22])
أبو بكر الأعين قال كتبنا عن البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة نقلنا ابن كم أنت قال ابن سبع عشرة سنة
يقولُ ورَّاقُهُ محمد بن أبي حاتم: (كان – محمد بن إسماعيل – يركبُ إلى الرمي كثيراً، فما أَعلمُ أنّي رأيتُه في طول ما صحبتُهُ أخطأ سهمُهُ الهدفَ إلا مرتين، بل كان يُصيبُ في كل ذلك ولا يُسْبق).
ومن صدق البخاري رحمه الله وأمانته”
قال بكر بن منير قال كان حمل إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان فاجتمع التجار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم فقال لهم انصرفوا الليلة فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم فردها و قال إني نويت البارحة أن أدفع إليهم بما طلبوا يعني الذين طلبوا أول مرة ففعل و قال لا أحب أن أنقض نيتي
ومن عبادته رحمه الله
قال مسبح بن سعيد قال كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان في أول ليلة من رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم فيقرأ في كل ركعة عشرين آية وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال و يقول عند كل ختمة دعوة مستجابة
يقول محمد بن أبي حاتم قال كنت أرى أبا عبد الله يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة
فيوري نارا ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها ثم يضع رأسه وكان يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة
بكر بن منير قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.[23]
ومن تواضعه رحمه الله
عن علي بن محمد بن منصور قال سمعت أبي يقول كنا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فرفع إنسان من لحيته قذاة فطرحها على الأرض فرأيت محمد بن إسماعيل ينظر إليها و إلى الناس فلما غفل الناس رأيته مد يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمه فلما خرج من المسجد رأيته أخرجها فطرحها على الأرض
رحلته في طلب العلم
قال الخطيب البغدادي: «رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر.»
قال البخاري: «دخلت بغداد آخر ثمان مرات، كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان!» وقال: «لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرناً بعد قرن ثم قرناً بعد قرن أدركتهم وهم متوافرون أكثر من ست وأربعين سنة، أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين، وبالبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد، وبالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد.» وأراد الرحلة إلى اليمن ليسمع من عبد الرزاق الصنعاني فلم يُقدّر له ذلك (مات ولم يتمكن من لقيته)
مولده”
ولد في شوال سنة 194 وتوفي يوم السبت لغرة شوال سنة 256 عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما. [24]
وقيل ولد ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة. [25]
وكان مولده في بخارى إحدى مدن أوزبكستان “حالياً”
عن«عبد الله بن محمد ابن إسحاق السمسار – سمعت شيخى يقول: ذهبت عينا محمد بن اسماعيل فى صغره. فرأت والدته فى المنام إبراهيم الخليل عليه السلام. فقال لها: يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره، لكثرة بكائك، ولكثرة دعائك. قال: فأصبح وقد رد الله عليه بصره»([26])
وفاته”
وقال خلف بن محمد الخيام سمعت مهيب بن سليم الكرميني يقول مات عندنا البخاري ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين وقد بلغ اثنتين وستين سنة وكان في بيت وحده فوجدناه لما أصبح وهو ميت
وقال ابن عدي سمعت الحسن بن الحسين البزاز البخاري يقول توفي البخاري ليلة السبت ليلة الفطر عند صلاة العشاء ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر سنة ست وخمسين ومئتين وعاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما.[27]
وقيل توفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر وذلك لغرة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين وقبره بخرتنك.[28]
مات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين وقبره بخرتنك على فرسخين من سمرقند ودفن من الغد يوم الفطر يوم السبت.[29]
وبعد المحنة التي حصلت للإمام البخاري مع أمير بخارى توجّه بعدها إلى خرتنك، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم. فأقام مدة من الزمن فمرض واشتد مرضه. وقد سُمع ليلةً من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: «اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك ([30])
وروى محمد بن أبي حاتم قصة وفاته فقال: «سمعت غالب بن جبريل وهو الذى نزل عليه أبو عبد الله يقول: أقام أبو عبد الله عندنا أياماً فمرض واشتد به المرض، حتى جاء رسول إلى سمرقند بإخراجه، فلما وافى تهيأ للركوب، فلبس خفيه وتعمم، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخر معى يقود الدابة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلوني فقد ضعفت. فدعا بدعوات ثم اضطجع، فقضى رحمه الله. فسال منه من العرق شيء لا يوصف. فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا: أن كفنونى في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ففعلنا ذلك. فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية فدام على ذلك أياماً، ثم علت سوارى بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون. وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر ولم يكن يقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشباً مشبكاً لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر. وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك. وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهر التوبة والندامة.» وروى الخطيب البغدادي قال: «أخبرنا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه قال: حدثنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني قال: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه، وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد السلام. فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.»([31])
عقيدته رحمه الله”
عقيدة الإمام البخاري رحمه الله هي عقيدة سلفية خالصة
وهذا ظاهر من كتبه كصحيح البخاري، وخلق أفعال العباد، ومجمل الاعتقاد الذي رواه عنه اللالكائي وغيره.
فكان رحمه الله يقرر أن الإيمان قول وعمل، وينابذ المرجئة والجهمية.
وكان ويثبت الصفات ، وكان عليه شيوخه ، كأحمد وإسحاق بن رهوية وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم
ذهب البخاري إلى نيسابور سأله أحد الناس عن مسألة اللفظ، فقال البخاري: «القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة». ([32])
قال محمد بن نصر المروزي سمعت محمد بن إسماعيل يقول من قال عني إني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب وإنما قلت أفعال العباد مخلوقة
محمد بن نصر: سمعته يقول: من زعم أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله».([33])
مذهبه الفقهي :
كان البخاري رحمه الله فقيها مفتيا مجتهدا صاحب فقه وعلم غزير
فعن إسحاق بن راهويه أنه قال: «لو كان محمد بن إسماعيل في زمن الحسن بن أبي الحسن (الحسن البصري) لاحتاج الناس إليه، لمعرفته بالحديث وفقهه.» وعن قتيبة بن سعيد أنه قال: «جالست الفقهاء والعباد والزهاد فما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل وهو في زمانه كعمر في الصحابة.»
واختلف العلماء في مذهب الإمام البخاري الفقهي إلي ثلاثة أقوال:
القول الأول أنه من الحنابلة، ذكره ابن أبي يعلى في كتابه طبقات الحنابلة، وقال ابن القيّم: «البخاري ومسلم وأبو داود والأثرم وهذه الطبقة من أصحاب أحمد أتبع له من المقلدين المحض المنتسبين إليه.»
القول الثاني أنه من الشافعية، ذكره تاج الدين السبكي في كتاب طبقات الشافعية الكبرى، وعدّه صديق حسن خان من أئمة الشافعية في كتاب أبجد العلوم. وقال ابن حجر العسقلاني: «أن البخاري في جميع ما يورده من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل ذلك الفن كأبي عبيدة والنضر بن شميل والفراء وغيرهم وأما المباحث الفقهيه فغالبها مستمدة من الشافعي وأبي عبيد وأمثالهما.»
القول الثالث أنه مجتهد مطلق صاحب مذهب مستقل ، ولم يكن مقلّداً لأي مذهب ، وهو ما رجّحه عدد كبير من العلماء ، قال ابن تيمية: «أما البخاري؛ وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد.»
وقال الذهبي:«كان إماماً حافظاً حجة رأساً في الفقه والحديث مجتهداً من أفراد العالم.» وقال محمد أنور الكشميري: «أن البخاري عندي سلك مسلك الاجتهاد ولم يقلد أحداً في كتابه.»([34])
وقال الدكتور نور الدين عتر: «أما البخاري فكان في الفقه أكثر عمقاً وغوصاً، وهذا كتابه كتاب إمام مجتهد غواص في الفقه والاستنباط، بما لا يقل عن الاجتهاد المطلق، لكن على طريقة فقهاء المحدثين النابهين، وقد قرأ منذ صغره كتب ابن المبارك وهو من خواص تلامذة أبي حنيفة، ثم اطلع على فقه الحنفية وهو حدث – كما أخبر عن نفسه -، واطلع على فقه الشافعي من طريق الكرابيسي، كما أخذ عن أصحاب مالك فقهه، فجمع طرق الاجتهاد إحاطة واطلاعاً، فتهيأ له بذلك مع ذكائه المفرط وسيلان ذهنه أن يسلك طريق المجتهدين، ويبلغ شأوهم. وهذا كتابه شاهد صدق على ذلك، حيث يستنبط فيه الحكم من الأدلة، ويتبع الدليل دون التزام مذهب من المذاهب، والأمثلة التي ضمها بحثنا عن فقهه وما أوجزنا من القول في عمق تراجمهم وتنوع طرق استنباطه، يدل على أنه مجتهد بلغ رتبة المجتهدين، وليس مقلداً لمذهب ما كما يدعي بعض أتباع المذاهب.» ([35])
ذكر محنته مع أمير بخارى
روى أحمد بن منصور الشيرازي قال سمعت بعض أصحابنا يقول لما قدم أبوعبد الله بخارى نصبت له القباب على فرسخ من البلد واستقبله عامة أهل البلد حتى لم يبق مذكور إلا استقبله ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير فبقي أياما قال فكتب بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا لا نفارقه فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج
قال غنجار في تاريخه سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد المقرئ سمعت بكر بن منير بن خليد بن عسكر يقول بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع و التاريخ وغيرهما لأسمع منك فقال لرسوله أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم
من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار فكان سبب الوحشة بينهما هذا.[36]) )
أشهر كتب البخاري
صنّف الإمام البخاري كتباً كثيرة، بلغت الأفاق
أبرزها وأشهرها
«الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه»، الشهير بِ«صحيح البخاري» وهو أشهر كتب الحديث النبوي عندنا أهل السنة والجماعة.جمع أحاديثه من ستمائة ألف حديث ، ومكث في تصنيفه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عاماً.
وقد جمع فيه البخاري حوالي 7593 بالمكرر،
قال ابن الصلاح والنووي: أن عدد أحاديثه (7275) حديثاً، وبدون المكرر أربعة آلاف.([37])
قال البخاري في سبب تصنيفه للكتاب
عن خلف الخيام سمعت إبراهيم بن معقل سمعت أبا عبد الله يقول كنت عندإسحاق بن راهويه فقال بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب. [38]
محمد بن يوسف الفربري قال قال محمد بن إسماعيل ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين
عن مسلمة بن قاسم قال: «سمعت من يقول عن أبي جعفر العقيلي قال: لما ألف البخاري كتابه في صحيح الحديث عرضه على علي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه فكلمهم قال له كتابك صحيح إلا أربعة أحاديث. قال العقيلي: والقول فيها البخاري وهي صحيحة.»([39])
قال الإمام النووي رحمه الله في مقدمة شرح مسلم (1/14) : اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم ، وتلقتهما الأمة بالقبول ، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد . انتهى
وقد تلقته الأمة بالقبول باعتباره أصح كتاب بعد القرآن الكريم.
قال محمد يوسف البنوري: «أضحى كالشمس في كبد السماء بلغ إلى أقصى القبول والمجد والثناء، فانتهض أعيان الأمة وأعلام العلم في كل عصر من أقدم العصور إلى اليوم لشرحه والتعليق عليه، وتلخيصه، واختصاره أو ترتيبه، وتأليف أطرافه، أو شرح تراجمه، أو ترجمة رجاله، أو بيان غريبه، أو وصل مرسله، وتعليقاته أو مبهمه، وإبراز فوائده، ولطائفه، حديثاً وفقهاً وعربية وبلاغة ووضعاً وترتيباً وتوزيعاً وتبويباً حتى في تعديد حروفه وكلماته وما إلى ذلك.»([40])
هل في صحيح البخاري حديث ضعيف ؟
ذهب بعض الناس الي أن صحيح البخاري اشتمل علي عدد من الأحاديث ليست صحيحة ، واحتجوا أنه بشر والبشر يصيب ويخطأ
والحقيقة أن هذا الكتاب بالذات كان له تأييد من عند الله تعالى وكأن الله تعالى عصمه من الخطأ والذلل
ونقل إجماع الأمة على ذلك:
قال الذهبي:«وأما جامع البخاري الصحيح، فأجل كتب الإسلام، وأفضلها بعد كتاب الله تعالى»
يقول النووي:«أول مصنّف في الصحيح المجرّد، صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم. وهما أصح الكتب بعد القرآن. والبخاري أصحّهما، وأكثرهما فوائد. وقيل: مسلم أصح، والصواب الأول»
ويقول النووي أيضاً:«اتفق العلماء ـ رحمهم الله ـ على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان، البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول»
يقول السخاوي:«صحيح البخاري وصحيح مسلم أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى»
قال ابن الصلاح:«وكتاباهما (البخاري ومسلم) أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز»
وقال إمام الحرمين الجويني: «لو حلف إنسان بطلاق امرأته: أن ما في الصحيحين مما حكما بصحته من قول النبي ﷺ لما ألزمته الطلاق، لإجماع علماء المسلمين على صحته».
وقال ابن تيمية:«فإن الذي اتفق عليه أهل العلم أنه ليس بعد القرآن كتاب أصح من كتاب البخاري ومسلم»
وقال ابن حجر العسقلاني:«وكتاباهما (البخاري ومسلم)أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز.»
وقال صديق حسن خان:«إن السلف والخلف جميعاً قد أطبقوا على أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم»
نقل عن أبي زيد المروزي أنه قال:«كنت نائماً بين الركن والمقام، فرأيت النبي ﷺ في المنام، فقال لي: يا أبا زيد، إلى متى تدرس كتاب الشافعي، ولا تدرس كتابي؟ فقلت: يا رسول الله. وما كتابك؟ قال: جامع محمد بن إسماعيل» ([41])
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (التوسل والوسيلة): كتاب البخاري أجل ما صنف في هذا الباب؛ والبخاري من أعرف خلق الله بالحديث وعلله، مع فقهه فيه، وقد ذكر الترمذي أنه لم ير أحدا أعلم بالعلل منه.
يقول الإمام النووي رحمه الله :
” أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما ” ([42]).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية :
” ليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن ” ([43])
شروح البخاري
كثرت الشروح والاختصارات علي صحيح البخاري جدا
قال عبد الكريم بن عبد الله الخضير: «أحصيتُ من شروحه أكثر من ثمانين شرحاً، والذي فاتني من ذلك أضعاف، والعلم عند الله سبحانه وتعالى».
وقد جمع محمد عصام عرار الحسني في كتابه (إتحاف القاري بمعرفة جهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري) عدد العلماء الذين اعتنوا بصحيح البخاري فبلغ عددهم 370.
ويعد شرح فتح الباري لابن حجر من أهم الشروح وأكملها، وقد وصفه محمد الشوكاني بقوله: «لا هجرة بعد الفتح»
و شرحه عمدة القاري، تأليف: محمود بن أحمد بن موسى العيني، المتوفى سنة 855 هـ.
و شرح صحيح البخارى لابن بطال
المؤلف: ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى: 449هـ) تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم
دار النشر: مكتبة الرشد – السعودية، الرياض الطبعة: الثانية، 1423هـ – 2003م
وشرح الحافظ مغلطاي بن قليج التركي المصري الحنفي، المتوفى سنة 792 هـ.
ويوجد أيضا التوشيح شرح الجامع الصحيح، تأليف: جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة 911 هـ.
فتح الباري شرح صحيح البخاري
المؤلف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)
وإرشاد الساري شرح صحيح البخاري، تأليف: شهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني، المتوفى سنة 923 هـ.
ومن كتب البخاري الأدب المفرد في الرقائق والآداب والمواعظ
حققه وقابله على أصوله: سمير بن أمين الزهيري
مستفيدًا من تخريجات وتعليقات العلامة الشيخ المحدث: محمد ناصر الدين الألباني
الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض
الطبعة: الأولى، 1419 هـ – 1998 م عدد الأجزاء: 1
والتاريخ الكبير:
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد – الدكن
طبع تحت مراقبة: محمد عبد المعيد خان عدد الأجزاء: 8
والتاريخ الكبير: وهو كتاب كبير في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، وقد طبع في الهند سنة (1362هـ = 1943م).
التاريخ الصغير: وهو تاريخ مختصر للنبي (ﷺ) وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة إلى سنة (256هـ = 870م)، وطبع الكتاب لأول مرة بالهند سنة (1325هـ = 1907م).
كتاب الضعفاء
المحقق: أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين الناشر: مكتبة ابن عباس
الطبعة: الأولى 1426هـ/2005مـ
قرة العينين برفع اليدين في الصلاة
تحقيق: أحمد الشريف
الناشر: دار الأرقم للنشر والتوزيع، الكويت الطبعة: الأولى، 1404 هـ – 1983 م
جزء القراءة خلف الإمام
حققه وعلق عليه: الأستاذ فضل الرحمن الثوري، راجعه: الأستاذ محمد عطا الله خليف الفوحباني : الناشر: المكتبة السلفية
الطبعة: الأولى، 1400 هـ – 1980 م
خلق أفعال العباد:
وطبع بالهند سنة (1306هـ )
رفع اليدين في الصلاة:
وطبع في الهند لأول مرة سنة (1256هـ = 1840م)
الكُنى:
وطبع بالهند سنة (1360هـ = 1941م).
وله كتب مخطوطة لم تُطبع بعد، مثل: التاريخ الأوسط، والتفسير الكبير.