التعـريـف بالإمـام مُسْلِـم بن الـحَـجَـاجِ
الإمامُ مُسلمُ بن الحجَّاج من كبار الحُفَّاظ، علَمٌ من أعلام الحديث، أحدُ الشَّيخين وصاحبُ الصحيح الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد صحيح البخاري، وهو من العلماء الذين ذكرت ترجمتهم العديدُ من الكتب والرسائل والدراسات المختلفة ؛ ولذا فقد اقتصرت في الترجمة على أهم العناصر بإيجاز دون إطناب أو إخلال ، فجاءت على النحو التالي:
اسـمـه ونـسـبـه
هو الإمام “مُسلم بن الحجاج بن مُسلم أبو الحسين القشيري النيسابوري الحافظ صاحب الصحيح الإمام المبرز والمصنف المميز”([1]) ، “المُجَوِّدُ، الحُجَّةُ، الصَّادِقُ، ابنِ وَرْدِ بنِ كوشَاذَ صَاحِبُ (الصَّحِيْحِ)“([2]) .
القُشَيري:” بِضَّم القاف وفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بنى قُشير“([3])، والنَّيسَابُورِيّ:” هذه النسبة إلى نَيسَابُور، وهي من أحسن مُدن خُراسان، وأعظمها، وأجمعها للخيرات “([4]).
مولدهُ:
ولد الإمام مسلم بنيسابور بعد المائتين وذلك باتفاق العلماء لكنهم اختلفوا في تحديد سنة ميلاده ، فقال بعضهم : سنة (202هـ )، وقال آخرون : (سنة 200) ، وقال الذهبي: ولد سنة (204).([5])
نشأته:
نشأ الإمام مسلم بن الحجاج في بيت علمٍ وجاهٍ , فقد كان والده متصدراً لتربية الناس وتعليمهم , قال فيه شيخه محمدُ بن عبد الوهاب الفرّاء (المتوفى سنة 272هـ) ([6]) ” كان مسلم من علماء الناس , وأوعية العلم , ما علمته إلا خيراً , وكان أبوه الحجاج بن مسلم من المشيخة ” ([7]), ويقول الشيخ مشهور: “ولا شك أنه كان لوالده أثرٌ عليه , ودافعٌ له نحو طلب العلم , والتزام حلقات التعليم , إذ كان من عادة ذلك العصر أن يبعث الآباءُ بأبنائهم إلى الكتّاب لتعلّم القرآن الكريم وحفظه , وما يلزم ذلك من علوم اللغة العربية , ولا أظن مسلماً شذّ عن ذلك المنهج ” ([8] ).
مكانتُه العلمية:
كان مسلم بن الحجاج من أوعية العلم ، وأجمع العلماء على أن الإمام مسلم بلغ درجةً رفيعةً، ومنزلةً عاليةً في الحديث حتى كانوا يُقَدِّمُونَه على مشايخ عصره في معرفة الصحيح([9]).
وقد “أقبل الإمام مسلم (رحمه الله( على سماع الحديث وحفظه وطلبه منذ الصغر فها هو الإمام الذهبي (المتوفى: 748هـ) حافظ، مؤرخ، علامة محقق” ([10]) يقول: “وأول سماع مسلم سنة ثماني عشرة ومئتين “([11] ) , وكان عمره آنذاك اثنتي عشرة سنة ، أي إنه بدأ طلب العلم مبكراً، وكان هديُ سلفنا في بداية طلبهم للعلم أنهم كانوا يُقبلون على القرآن الكريم أولاً فيحفظونه ويتقنونه إتقاناً جيدًا كما قال عبد الله ابن مسعود (المتوفى : 32هـ): صحابي من السابقين إلى الإسلام ([12] ).
أما عن رحلته في طلب العلم، فقد رحل في طلب العلم إلى العراق والحجاز والشام ومصر، وروى عن جماعة كثيرين.
شيوخه :
أخذ الشيخُ علمه عن كبار علماء عصره، وكثُرَ شُيوخُه، وهو ما يدُلُّ ىعلى اجتهاده في طلب العلم، ومن أشهر شيوخه هؤلاء العشرة ” كما ذكرهم الشيخ عبد الله الدريس:
- الإمام أحمد بن حنبل.
- إسحاق بن راهويه (المتوفى : 238هـ): عالم خراسان في عصره ([13] )
- سعيد بن منصور , الحَافِظُ، الإِمَامُ الحَافظُ ، شَيْخُ الحَرَمِ، أَبُو عُثْمَانَ الخُرَاسَانِيُّ، المَرْوَزِيُّ (المتوفى : 227هـ) ([14] )
- عبد الله بن مسلمة القعنبي (المتوفى : 221هـ) : من رجال الحديث الثقات. من أهل المدينة ([15] )
- علي بن الجعد ( المتوفى : 230ه): شيخ بغداد في عصره ([16] )
- علي بن المديني (المتوفى : 234هـ): محدّث مؤرخ، كان حافظ عصره ([17] )
- قتيبة بن سعيد (المتوفى :240ه): من أكابر رجال الحديث ([18] )
8– محمد بن إسماعيل البخاري.
9– يحيى بن معين.
10– يحيي بن يحيي النيسابوري ( المتوفى : 226هـ): إمام في الحديث ([19] ) ([20] )
ولا نستطيع أن نذكر كل الشيوخ الذين روى عنهم الإمام مسلم، إنما نذكر بعض الأئمة الذين أكثر عنهم في كتابه الصحيح؛ لأننا لو أردنا أن نستقصى شيوخ الإمام مسلم لما استطعنا .
تلامـيذه وطلابُ علمه :
أخذ الحديث والعلم عن الإمام مسلم خَلقٌ كثير من الرواة من أبرزهم:
- الإمام أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ.
- الفقيه إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ.
- أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ ابنُ حَمْدُوْنَ الأَعْمَشِيُّ.
- الحافظ أبو الفضل أحمد بن سلمة.
- أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الشَّرْقِيِّ.
- الحافظ أَبُو عَمْرٍو الخَفَّافُ.
- الحافظ سَعِيْدُ بنُ عَمْرٍو البَرْذَعِيُّ.
- الحافظ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ.
- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ.
- أبو بكر مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ.
- مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ.
- أَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِي.
- أَبُو محمد القَلاَنِسِيُّ، ومَكِّيُّ ابنُ عَبْدَانَ، وخَلقٌ غَيرهم ([21]) .
مصنفاته العلمية:
أشهرُ هذه الكتب والمصنفات العلمية: الجامع المسند الصحيح، وله كتبٌ أخرى وهي: 1- التمييز.
2- الكنى والأسماء.
3- الطبقات.
4- المنفردات والوحدان.
5- رجال عروة بن الزبير، وهذه كلها قد طبعت .
وله : كتاب العلل، وكتاب الأفراد، وكتاب الأقران، وسؤالاته أحمد بن حنبل، وكتاب عمرو بن شعيب، وكتاب مشايخ مالك، وكتاب مشايخ الثوري، وكتاب مشايخ شعبة ، وكتاب من ليس له إلا راوٍ واحد، وكتاب المخضرمين، وكتاب أولاد الصحابة، وكتاب أوهام المحدثين، وأفراد الشاميين، والرد على محمد بن نصر ، وغيرها ([22]) .
مذهب الإمام مسلم:
شافعي المذهب، وقد ذكر ذلك حاجي خليفة في كشف الظنون فقال:” مسلم ابن الحجاج القشيري النيسابوري الشافعي”([23]).
أسباب ودوافع تصنيفه للصحيح:
للإمام مسلم دوافع عديدة لتصنيف صحيحه :-
أولاً : أعلاها وأفضلُها هو التصنيف لنُصرة دين الله ـ عز وجل ـ فقد كان غرض الإمام مسلم كما ذكر الشيخ مشهور أن يَجْمَع جُملة من الأخبار الصحاح في سنن الدين وأحكامه , وغير ذلك من صنوف الموضوعات , لتكون قريبة سهلة المنال من عوام الناس – الراغبين في طلب الحديث -,من غير عناء في البحث عن صحة الحديث وسقمه , قال الإمام مسلم: “أخرجتُ هذا الحديث الصحيح ليكون مجموعاً عندي , وعند من يكتبه عني , فلا يرتاب في صحتها”. ([24] )
ثانياً: ومن هذه الدوافع أيضًا أنَّ تصنيف الصحيح كان تلبيةً لرغبةٍ من أحد المُقربين من الإمام مسلم ــ رحمهُ الله ــ ومَن كانت لهُ محبَّةٌ في القلب، لا يستطيع أن يرد له قولاً أو طلباً أو أمراً؛ فإذا أمرك أو طلب منك لا يسعك المخالفة، كما فعل الإمام أحمد بن سلمة الحافظ مع الإمام مسلم، فإنه هو الذي طلب منه أن يُصنف في الصحيح كتاباً ذكر هذا الإمام مسلم في مقدمة كتابه، ولكنه لم يُسم الذي سأله، وسماه الحافظ البغدادي في ترجمته لأحمد بن سلمة : ” جمع لَهُ مُسْلِم الصحيح على كتابه. “ ([25] ), وكذلك الإمام أحمد ابن سلمة لمّح تلميحاً بهذا الأمر, وأنه كان صاحباً لـ (مسلم) في أثناء تصنيفه لهذا الكتاب.
ومنها كما أوضح الشيخ مشهور : ” حرص الإمام مسلم على حفظ أحاديث سيد المرسلين r , وصيانة لعوام المسلمين , عما يخاف عليهم من الوقوع في غُرَرِ(كسر) الأخبار المنكرة , والروايات الضعيفة” . ([26] )
جهود الإمام مسلم التي بذلها في الصحيح :
يقول الإمام مسلم: “صنفتُ هذا الصحيحَ من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة “([27]) وقال أحمد بن سلمة: ” كتبتُ مع مسلم في تأليف صحيحه خمس عشرة سنة وهو اثنا عشر ألف حديث”([28]) , ويرى الشيخ مشهور وغيرُه ممن اعتنوا بصحيح مسلم أن هذا التحديد من السنوات أقرب الأقوال إلى الصحة؛ إذ يستندُ إلى نقل من جهة , ولأن مثل هذا العمل يحتاج إلى سنوات عديدة تساعده على التحقق من كل حديث يرويه , ومن كل راوٍ يروي له , وقد يحتاج الأمر إلى السفر إلى مدينة أخرى في سبيل ذلك.”([29]).
وقال الإمام مسلم: “عرضت كتابي هذا على أبي زُرعة الرازي ( المتوفى :264هـ): من حفاظ الحديث ([30])، فكل ما أشار، أن له علة تركته، وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة خَرَّجته”. ([31]), وهذا من الإمام مسلم غاية في الاحتياط والتثبت من جهة , وفي التواضع وقصد الصواب من جهة أخرى، ونتيجة لهذه العناية التامة التي تجلَّت في تلك الأدلة انشرح صدر الإمام مسلم لهذا النتاج القيم وارتاحت نفسه لذلك فأخذ يُرغب الناس فيه, ويؤكد أنه عُمدة يُعوَّل عليه في معرفة الصحيح من الأخبار0
ويتضح ذلك مما نقله النووي عن مَكِّيّ بن عَبدَانَ ـ أيضا ـ حيث قال: “سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: “لو أن أهل الحديث يكتبون مائتي سنة الحديث فمدارهم على هذا المسند” ـ يعني صحيحه([32]).
ثناء العلماء عليه:
لقد أثنى العلماء على الإمام مسلم بن الحجاج (~) ثناءً عطراً , يقول أبو يعلى الخليلي ( المتوفى:446هـ),قاض، من حفاظ الحديث ([33]) :” أشهرُ مِنْ أَنْ تُذكَرَ فَضائِلُهُ” ([34] ), ولقد حظي بثناء علماء عصره ، وما بعد عصره، وحباه الله منزلة عظمى في نفوس المسلمين بسبب كتابه “الصحيح” الذي يُعد مع كتاب البخاري “الصحيح” أصح وأجلّ كتب السنة النبوية على الإطلاق فمما قيل في الثناء عليه: قال أحمد بن سلمة: “رأيت أبا زُرعة، وأبا حاتم، يُقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما”. ([35] ) , وقال ابن أبي حاتم : ” كان ثقة من الحفاظ، له معرفة بالحديث، سئل عنه أبي قال: صدوق” ([36]).
وقال محمد بن بشار (المتوفى :252هـ),من حفاظ الحديث الثقات. ([37] ) :” حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ (المتوفى:255هـ),من حفاظ الحديث ([38]) بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى” . ([39] ).
وقال ابن الصلاح (المتوفى : 643هـ) , أحد الفضلاء المُقدّمين في التفسير والحديث والفقه واسم الرجال ([40] ): “رفعه الله تبارك وتعالى بكتابه الصحيح إلى مناط النجوم، وصار إماماً حُجة يبدأ ذكره ويُعاد في علم الحديث، وغيره من العلوم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء” . ([41] )
وقال الإمام النووي:” أحد أعلام أئمة هذا الشأن، وكبار المبِّرزين فيه، وأهل الحفظ والإتقان، والرحالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان، والمعترف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان” . ([42] ), وقال أيضاً: ” الإمام الحافظ حجة الإسلام”. ([43] )
وقال أيضاً: ” الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الحُجَّةُ، الصَّادِقُ”. ([44] )
وقال ابن حجر العسقلانيّ : ” حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لم يحصل لأحد مثله بحيث إن بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن إسماعيل البخاريّ, وذلك لما اختص به من جمع الطرق , وجَوْدِة السياق , والمحافظة على أداء الألفاظ كما هي من غير تقطيع , ولا رواية بمعنى , وقد نسج على منواله خَلقٌ عن النيسابوريين فلم يبلغوا شأوه , وحفظت منهم أكثر من عشرين إماما ممن صنف المستخرج على مسلم , فسبحان المعطي الوهاب” . ([45] )
والخلاصة كما أورد الشيخ مشهور : ” أنّ الإمام مسلماً – ~ تعالى – كان من فقهاء أهل الحديث , والعاملين به , وكان معظم همِّه البحث عن معاني كتاب الله عز وجل , وما يفسّره من السنن الصحيحة , وكلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان , وعن سنة رسول الله r وصحيحها وسقيمها , ثم التفقه فيها , وفهمها , والوقوف على معانيها , وهذه هي طريقة أهل الحديث الربانيين .” ([46] )
وقد ظهرت مكانة الإمام مسلم الحقيقية , واشتهرت بعد تأليف صحيحه حتى قال ابن حجر : ” حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط , لم يحصل لأحدٍ مثله “ ([47] ) , وقال ابن الصلاح قبله :” وقد كان له – ~ وإيانا – في علم الحديث ضُرباء لا يفضُلهم , وآخرون يفضلونه , فرفعه الله – تبارك وتعالى – بكتابه (الصحيح) هذا إلى مناط النجوم , وصار إماماً حجّة يُبدأ ذكره ويُعاد في علم الحديث , وغيره من العلوم , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ” . ([48] )
وما هذه الفضائل إلا غيضٌ من فيض بحر فضائل هذا الإمام الجليل(رحمه الله).
مُلابسات وفاته:
ذكر الإمام الإتيوبي الوَلَّوِيّ عن سبب وفاة الإمام مسلم فيما نقله عن الخطيب البغدادي وغيره : ” وكان لموته سبب غريب , نشأ عن غمْرة فكرية علمية , فيما أخبر به الحاكم أبو عبد الله الحافظ , قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب , سمعت أحمد ابن سلمة يقول: ” عُقِد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمُذاكرة , فذُكر له حديث لم يعرفه , فانصرف إلى منزله , وأوقد السراج , وقال لمن في الدار: “لا يدخلنّ أحد منكم هذا البيت, فقيل له: أُهديت لنا سَلَّة فيها تمر , فقال قدموها إليّ , فقدّموها , فكان يطلب الحديث , ويأخذ تمرة تمرة يمضغها , فأصبح وقد فَنِيَ التمر , ووجد الحديث , قال الحاكم زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مَرِض , ومات ” . ([49] ) ,
وفاته:
توفي الإمام مسلم – رحمه الله – كما ذكر أبو يعلى: ” عشية يوم الأحد , الخامس والعشرين من رجب سنة إحدى وستين ومئتين هجرية , وعمره خمس وخمسون سنة على الصحيح من أقوال أهل العلم , ودفن يوم الاثنين ومقبرته في رأس ميدان زياد بنصر آباد ظاهر نيسابور.” ([50] )
أسألُ الله أن يتغمد الإمام مسلم بواسع رحمته؛ فقد كان علمًا من أعلام الحديث مجتهدًا مُخلصًا في بذل العلم ــ ولا أُزَكِّيهِ على الله ــ اجتهد في جمع سُنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحفاظ عليها، فجزاه الله خيرا على ما قدمه من مجهود في جمع السنة النبوية على قائلها أفضل صلاة وأزكى سلام0
الـمبـحث الثاني
التعريف بكـتاب الجـامع الصحيح
الاسم الذي اشتهر به
رغم شُهرة كتاب الإمام مسلم ومكانته العظيمة التي حظي بها، إلا أنه لم يشتهر باسمه الذي سمَّاهُ هو به كما اشتُهر غيره ، بل غلب وصفه (بالصحيح) على اسمه العلمي حتى إنه خَلَت منه معظم النسخ، والشروح، ولم يذكره الناقلون عنه ، ومعظم المترجمون له ، بل يقتصرون على وصفه بـ ” الصحيح ” كما فعل الحاكم في مستدركه في مواضعٍ، وابن عساكر في تاريخ دمشق في مواضعٍ، والنووي في كتبه ، وابن تيمية ، والذهبى وابن كثير ، وابن القيم ، وابن حجر ، وأُمَمٌ سواهم من أهل العلم لا يُمكن حصرهم، ومنهم من وصفه بـ ” الجامع”([51])، وقد ذكر الإمام مسلم كتابه في مواضع وسماه:” المسند الصحيح ” ([52]).
صحيح مسلم (المكان والزمان)
قال أحمد بن سلمة:” كنت مع مسلم في تأليف صحيحه خمس عشرة سنة”([53]) .
قال ابن حجر: “إن مسلمًا صنّف كتابه في بلده، بحضور أُصوله في حياة كثيرٍ من مشايخه، فكان يَتَحَرّز في الألفاظ، ويَتَحَرّى في السياق”([54]).
ما اشترطهُ الإمامُ مـسـلم في الصحيح
أن يكون الحديث مُتَصِل الإسناد بِنَقْلِ الثقة عن الثقة من أوله إلى مُنتهاه سالمًا من الشذوذ، ومن العلة، وهذا هو حدُّ الحديث الصحيح في نفس الأمر، فكل حديث اجتمعت فيه هذه الأوصاف، فلا خلاف بين أهل الحديث في صحته([55]) .
أهم ما تميَّز به كتابُ الصَّحيح
ذَكَرَ الإمامُ النَّوَوِيُّ أبرز مميزاته فقال:” ومن ذلك: احتياطه في تلخيص الطُرق وتَحَوّل الأسانيد مع إيجاز العبارة، وكمال حُسنها، ومن ذلك حُسن ترتيبه، وترصيفه الأحاديث على نَسَقٍ يقتضيه تحقيقه، وكمالِ معرفته بمواقع الخطاب، ودقائقِ العلم وأصولِ القواعد، وخَفِيّاتِ علم الأسانيد، ومراتبِ الرواة، وغير ذلك” ([56]).
وذكر الشيخ شبير فى كتابه(فتح الملهم) بعض مميزات ترجيح صحيح مسلم على صحيح البخارى منها:
- كونه أسهل متناولًا من حيث أنه جعل لِكُلِّ حديثٍ موضعًا واحدًا يليق به ، وجمع فيه طُرقه، وأورد أسانيده المتعددة وألفاظه المختلفة .
- اعتناؤه بالتمييز بين (حدثنا) و(أخبرنا) وتقييده ذلك على مشايخه .
- اعتناؤه بضبط اختلاف لفظ الرواة فى الحديث .
- اعتناؤه فى إيراد الطرق وتحويل الأسانيد بإيجاز العبارة مع حُسن البيان .
- ترتيبه للأحاديث على نَسَقٍ يُشعر بكمالِ معرفته بدقائق هذا العلم([57]) .
ثــنـاءُ أهل العلم على صحيح الإمام مسلم
قال أبو علي الحسين بن علي النيسابوري: ما تحت أديم السماء أصحُّ من كتاب مسلم ابن الحجاج في علم الحديث. ووافقه على ذلك بعض شيوخ المغرب، ومنهم: ابن حزم([58]) .
وقال الذهبي: وهو كتابٌ نفيسٌ كاملٌ في معناه ([59]) .
شــروح صــحـيـح مـسـلـم
يجدر بنا أن نذكر بعض الكتب التي تناولت صحيح الإمام مسلم بالشرح، ورتبتها على الترتيب الزمني، كما يأتي:-
1– شرح مسلم لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل الأصبهاني المتوفى سنة (520هـ).
2– المفهم في شرح الإمام مسلم للإمام عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي المتوفى سنة (529هـ).
3– كتاب الإيجاز والبيان لشرح خطبة كتاب مسلم مع كتاب الإيمان، وهذا شرح لجزء من الصحيح وهو كتاب الإيمان فقط، لابن الحاج قاضي قرطبة أيضاً. توفي سنة (529هـ).
4– كتاب شرح مسلم لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني المتوفى سنة (535هـ)، ولكنه لم يتم.
5– كتاب المُعلم بفوائد مسلم للإمام المازري(536هـ) ([60] ).
6- إكمال المعلم بفوائد مسلم , للقاضي عياض المتوفى سنة (544هـ) ([61] ).
7– شرح مسلم لـعماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلي المصري المتوفى سنة (624هـ).
8– كتاب صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط لابن الصلاح المتوفى سنة (643هـ) ([62] ).
9– كتاب المفصح المفهم والموضح الملهم لمعاني صحيح مسلم لأبي عبد الله محمد بن يحيى الأنصاري المتوفى سنة (646هـ).
10– شرح مسلم لسبط بن الجوزي المتوفى سنة (654هـ).
11- كتاب المفهم في شرح مسلم للإمام القرطبي -وهو كتاب جليل- المتوفى سنة (656هـ) ([63] ).
12– كتاب المنهاج شرح مسلم بن الحجاج، واسمه شرح الإمام النووي المتوفى سنة (676هـ).
13– كتاب شرح مسلم للنابلسي المتوفى سنة (734هـ).
- كتاب غنية المحتاج في ختم صحيح مسلم بن الحجاج للإمام السخاوي المتوفى سنة (902هـ).
15– كتاب الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج للإمام السيوطي وهو قرين الإمام السخاوي ومات سنة (911هـ) ([64] ) .
16– كتاب شرح مسلم للقاضي زكريا الأنصاري المتوفى سنة (926هـ).
17– شرح مسلم للملا علي القاري المتوفى سنة (1016هـ).
18– كتاب شرح مسلم لعبد الرءوف المناوي المتوفى سنة (1031هـ).
19– كتاب السراج الوهاج في كشف مطالب مسلم بن الحجاج لصديق حسن خان المتوفى سنة (1307هـ).
20– كتاب فتح المنعم بشرح صحيح مسلم للدكتور موسى شاهين لاشين من المعاصرين (مطبوع) ([65] ), وغيرها
21- والكتاب ـ محل الدراسة ـ البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ، للإمام محمد بن آدم الوَلَّوِيّ ( رحمه الله تعالى ) . ([66] ),
([1]) تاريخ دمشق لابن عساكر (58/ 85) الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع: 1415 هـ – 1995 م.
([2]) سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبى(748ه) 24/64 ، تح/مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، الطبعة الثالثة، مؤسسة الرسالة، 1405هـ – 1985م .
([3])- الأنساب، لأبى سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني(ت 562هـ) 4/501، تح/ عبد الله عمر البارودي، الطبعة الأولى، دار الجنان، 1408 ه – 1988م . وبنو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . ينظر: جمهرة أنساب العرب، أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي: 2/482، الطبعة الثالثة، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ، 1424 هـ – 2003 م .
([4])- وفيات الأعيان وأنباء الزمان، لأبى العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبى بكر بن خلكان(681هـ) 1/57، تح/ د . إحسان عباس، دار الثقافة، 1968م . وسميت بذلك لأن سابور- ملك الفرس- مَرَّ بها فلما نظر إليها قال: هذه تصلح لأن تكون مدينة فأمر بها فَقُطع قصبها ثم كُبس ثم بُنيت، فقيل لها نيسابور. ينظر: الروض المعطار فى خبر الأقطار، محمد بن عبد المنعم الحميري : صـ 588، الطبعة الثانية، تح/ إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة – بيروت ، 1980 م .
([5]) ينظر : تذكرة الحفاظ 2/588 ،الأعلام7/221 .
([6]) ينظر ترجمته : سير أعلام النبلاء (12/206 , 207).
([7]) تاريخ دمشق لابن عساكر, (58/89) , لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (المتوفى :571هـ) , تحقيق عمرو بن غرامة العمروي , دار الفكر للطباعة والنشر , (1415هـ – 1995م), ولفظه : ” وكان أبوه من مشيخة أبي -رضي الله عنهما -” , وينظر : تهذيب التهذيب (10/127) .
([8]) الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المُسند الصحيح ومُحدثُ الإسلام الكبير , لمشهور حسن محمود سلمان (22, 23 ), دار القلم – دمشق , الطبعة الأولى (1414هـ , 1994م) .
([9])- ينظر: تاريخ بغداد: 13/102، وسير أعلام النبلاء: 12/563، 579 .
([10]) ينظر ترجمته : سلم الوصول إلى طبقات الفحول (3/83) , لمصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ (حاجي خليفة) (المتوفى : 1067هـ) , تحقيق : محمود عبد القادر الأرناؤوط , مكتبة إرسيكا , استانبول – تركيا , طبعة 2010م , والأعلام للزركلي (5/326).
([11]) تذكرة الحفاظ (2/125) , لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (المتوفى : 748هـ), دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان , الطبعة الأولى (1419هـ -1998م).
([12]) ينظر ترجمته : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء(1/124) لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن موسي بن مهران الأصبهاني(المتوفى : 430هـ) , دار السعادة – مصر (1394هـ – 1974م), وسير أعلام النبلاء (1/461) , الأعلام للزركلي (4/137).
([13])ينظر ترجمته : سير أعلام النبلاء (11/358, 359), وطبقات الحنابلة (1/109) , الأعلام للزركلي (1/292).
([14]) ينظر ترجمته : سير أعلام النبلاء (10/586 , 587) , وميزان الإعتدال في نقد الرجال (2/159 , 160) , لشمس الدين الذهبي ــ تحقيق علي محمد البجاوي , دار المعرفة للطباعة والنشر , بيروت – لبنان , الطبعة الأولى (1382هـ – 1963م).
([15]) ينظر ترجمته : تهذيب التهذيب ( 6/31 , 32) , والأعلام للزركلي (4/137).
([16]) ينظر ترجمته : الكامل في ضعفاء الرجال (6/364, 365) , لأبي أحمد بن عدي الجرجاني (المتوفى : 365هـ) , تحقيق عادل أحمد عبد الموجود , وعلي محد عوض , دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان , الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م) , الأعلام للزركلي (4/269).
([17]) ينظر ترجمته : تهذيب التهذيب (7/349) , الأعلام للزركلي (4/303).
([18]) ينظر ترجمته : سير أعلام النبلاء (11/13) , الأعلام للزركلي (5/189).
([19]) ينظر ترجمته : تهذيب التهذيب (11/296) , الأعلام للزركلي (8/176) .
([20]) موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن , لخالد بن منصور بن عبد الله الدريس (37) , مكتبة الرشد , الرياض , وينظر : سير أعلام النبلاء (12/558-561) .
([21]) ينظر: تاريخ دمشق: 58/85، وتهذيب الكمال: 27/504 ، وسير أعلام النبلاء: 12/562 .
([22]) ينظر: سير أعلام النبلاء: 12/579 ، وتدريب الراوى فى شرح تقريب النووي، جلال الدين السيوطى (ت 911هـ) 2/885، تح/ أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي، دار طيبة(د-ت) .
([23]) ينظر: كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون، حاجى خليفة (ت 1067ه) 1/555، مكتبة المثنى – بغداد ، 1994م .
([24])الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح (153) , وينظر : صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح (1/100), والمنهاج شرح صحيح مسلم , للنوويّ (1/26).
([26])الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح للشيخ مشهور(154).
([27])المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج , للنووي (1/15).
([28])تذكرة الحفاظ (2/126) , وينظر : الإمام مسلم صاحب المسند الصحيح (1/155).
([29])الإمام مسلم صاحب المسند الصحيح للشيخ مشهور (155).
([30])ينظر ترجمته : تاريخ بغداد (12/33) , والأعلام للزركلي (4/194).
([31])المنهاج شرح صحيح مسلم للنووي (1/15), (1/26), وينظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/347) , لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (المتوفى : 852هـ), دار المعرفة – بيروت 1379هـ .
([32])الإمام مسلم وصحيحه (1/38) لعبد المحسن بن حمد , وينظر : المنهاج شرح صحيح مسلم للنووي (1/15) .
([33])ينظر ترجمته : الأعلام للزركلي (2/319) .
([34])الإرشاد في معرفة علماء الحديث (3/825) , لأبي يعلى الخليلي , خليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني (المتوفى : 446هـ ) , تحقيق : محمد سعيد عمر إدريس , مكتبة الرشد – الرياض , الطبعة الأولى 1409هـ .
([35])تاريخ دمشق , لابن عساكر (58/90).
([36])الجرح والتعديل (6/272) لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي , الحنظلي , الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى : 327هـ) , طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية – بحيد آباد الدكن – الهند , ودار إحياء التراث العربي – بيروت , الطبعة الأولى (1271هـ -1952م) .
([37])ينظر ترجمته : تاريخ بغداد (2/458) , والأعلام للزركلي (6/52).
([38])ينظر ترجمته : تذكرة الحفاظ (2/90) , والأعلام للزركلي (4/95) .
([40])ينظر ترجمته : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (3/243) , والأعلام للزركلي (4/207).
([42])المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج , للنووي (1/10) .
([43])تذكرة الحفاظ , للذهبي (2/125) .
([44])سير أعلام النبلاء , للذهبي (12/557) .
([45])سير أعلام النبلاء (12/567) , وينظر : تهذيب التهذيب (10/127).
([46])الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح (52).
([48])صيانة صحيح مسلم (61) , وينظر: الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح (58) .
([49]) قرة عين المحتاج (1/10) , وينظر : تاريخ بغداد (15/121) , وصيانة صحيح مسلم (66) .
([50]) طبقات الحنابلة ,لأبي يعلى (1/339) , وينظر : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان , لابن خلكان (5/195).
([51])- ينظر: كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون: 1/555 .
([52])- ينظر: تاريخ بغداد 13/101 ، والمستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله الحاكم النيسابورى (ت 405هـ) 1/66، 164، تح/مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411هـ – 1990م .
([53])- ينظر: سير أعلام النبلاء: 12/566 .
([54])- ينظر: موسوعة فتح الملهم بشرح صحيح الإمام مسلم، للشيخ شبير أحمد العثمانى: 1/12، تعليقات: محمد رفيع العثمانى، التخريج والترقيم: نور البَشَر بن نور الحق، مراجعة وتدقيق وتكملة: محمود شاكر، الطبعة الأولى، دار إحياء التراث، بيروت- لبنان، 1426هـ – 2006م .
([55]) ينظر: صيانة صحيح مسلم، لابن الصلاح: صـ 72،
([56]) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، أبو زكريا محيى الدين يحيى بن شرف النووي: 1/23 ، الطبعة الثانية، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1392ه .
([57]) ينظر: فتح الملهم بشرح صحيح الإمام مسلم، للشيخ شبير أحمد العثمانى: 1/264 وما بعدها.
([58]) ينظر: تاريخ بغداد: 13/101 ، وتاريخ دمشق: 58/92 ، والمنهاج شرح صحيح مسلم للنووى: 1/128 .
([59])- ينظر: سير أعلام النبلاء: 12/568 .
([60]) المُعلم بفوائد مسلم , لأبي عبد الله محمد بن علي بن عمر التَّمِيمي المازري المالكي (المتوفى : 536هـ ) , تحقيق : الشيخ محمد الشاذلي النيفر , الدار التونسية للنشر , والمؤسسة الوطنية للكتاب بالجزائر , الطبعة الثانية 1988م , والجزء الثالث صدر بتاريخ 1991م .
([61]) شرح صحيح مسلم للقاضي عِياض المُسَمَّى (إكمال المعلم بفوائد مسلم) , لعياض بن موسى بن عمرون اليحصبي السبتيّ , أبو الفضل (المتوفى : 544هـ) , تحقيق : د/ يحيى إسماعيل , دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع – مصر , الطبعة الأولى (1419هـ -1998م) .
([62]) صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط , لعثمان بن عبد الرحمن , أبو عمرو , تقي الدين المعروف بابن الصلاح (المتوفى : 643هـ) , تحقيق : موفق عبد الله عبد القادر , دار الغرب الإسلامي – بيروت , الطبعة الثانية 1408هـ .
([63]) المفهم لِما أَشكلَ من تلخيص كتاب مُسلم , تحقيق : الشيخ محمد الشاذلي النيفر , الدار التونسية للنشر , والمؤسسة الوطنية للكتاب بالجزائر , الطبعة الثانية 1988م , والجزء الثالث صدر بتاريخ 1991م .
([64]) الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج , لعبد الرحمن بن أبي بكر , جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ) , حققه وعلق عليه : أبو اسحاق الحويني الأثري , دار ابن عفان للنشر والتوزيع – الخُبر – السعودية , الطبعة الأولى (1416هـ – 1996م).
([65]) الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح ,للشيخ مشهور , (1/250-262).
([66]) يقع كتاب البحر المحيط الثاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج في خمسة واربعين مجلد، وهو للإمام الإتيوبي الولوي (المتوفى: 1442ه، طباعة دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع _الدمام_المملكة العربية السعودية الطبعة الأولى 1436ه