خطورة التكفير والغلو في الدين، وكيفية التصدي له
قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ٩٤﴾ [النساء:94].
تعريف التكفير: هو الحكم على أحد المسلمين بالكفر([1])
وقيل التكفير هو نسبة أحد من أهل القبلة إلى الكفر، والاسم على وزن تفعيل من الكفر، يقال: كفر فلان فلانا تكفيرا، أي نسبه إلى الكفر، ومن معاني التكفير في اللغة: التغطية والستر، ومنه تكفير البذر، أي تغطيته بالتربة.([2])
زمن ظهور التكفير بين المسلمين:
يرجع زمن ظهور التكفير بين المسلمين: إلى الخوارج، الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكفَّروه هو ومن معه من الصحابة والتابعين، وذلك بعد حادثة التحكيم التي كانت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين.([3])
قال البخاري: كان ابن عمر يراهم (أي الخوارج) شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آياتٍ نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين.([4])
ولقد ابتليت الأمة الإسلامية في عصرنا الحديث ببعض المجموعات من الفئات والشباب قليل العلم ، والفقه في الدين ، وأصيبوا بنزعة خارجية وانحراف عن منهج الإسلام ، فأطلقوا عنان التكفير والتبديع والتفسيق ، في المجتمع المسلم ، وبدون ضوابط شرعية ، وعلي اتفه الأسباب ،وأبسط المسائل ، فخرج كل من هب ودب وسمح لنفسه أن يكون قاضيا علي المسلمين ، يكفر منهم من أراد ويبدع ويفسق كل مخالف ، وكل من لم يكن علي هواه ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ونسوا أن هذا المنهج مخالف لما كان عليه رسول الله r
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على بن آدم نذر فيما لا يملك ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله) رواه البخاري ، وروى الترمذي: ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة ، ويقول ابن تيمية:(كان أهل العلم والسنّة لا يكفّرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفرهم، لأن الكُفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله، لأن الكذب والزنا حرامٌ لحق الله، وكذلك التكفير حقٌ لله، فلا يُكفر إلّا من كفّره الله ورسوله)([5])
ولقد رأينا شبابا وهم في أول أعمارهم لا يجيدون الكثير من العلوم الشرعية ولا الأحكام الفقهية ، وهم يتطاولون علي رجال عاشوا وماتوا وافنوا حياتهم في سبيل الاسلام والمسلين وفي سبيل إحياء سنة النبي الأمين r كالإمام النووي وابن حجر والغزالي وأبو حنيفة ، رحمهم الله ، بل وجدنا العجب العجاب ، فنجد من يكفر شيخ الاسلام ابن تيمة وتلميذه ابن القيم ، وعلماء أجمعت الأمة علي عدالتهم وتوثيقهم وعلمهم وفضلهم ، فأسهل شيء عند هؤلاء هو التكفير واستحلال الدماء والأموال ، نسأل الله لنا و لهم الهداية والرشاد.
وهذا ليس معناه أن علماء الأمة لا يكفرون أحد ولا يبدعون أهل الأهواء والبدع ، فهذه الأمور تحتاج إلي ضوابط شرعية محكمة ولا تصدر إلا من علماء وهيئات راسخة في العلم .
حرمة التكفير كما جاء في القرآن والسنة و علماء الأمة”
لقد نهي القرآن الكريم المسلم أن يتكلم بكلام يكون فيه اتباع للهوى وانحرام عن سبيل وهدي المسلمين ، وما عليه علماءها وأهل الفضل منها فقال تعالى : ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾[النساء: 115].
وامتدح وأثنى الله تعالى على المسلم الذي يدعو لأخيه المسلم فقال سبحانه وتعالى في آية الحشر: قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾[الحشر: 10].
وقال سبحانه: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ محمد: 19
وكان من هدي الرسول r الدعاء للمسلمين وعدم الدعاء عليهم ، كما أمره الله تعالي فقال له ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾
و جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس، قلت: يا رسول الله، ادع الله لي, فقال: ((اللهم اغفر لعائشة، ما تقدم من ذنبها وما تأخَّر، ما أسرَّتْ وما أعلنَتْ))، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيسرُّك دعائي؟)) فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك؟! فقال صلى الله عليه وسلم: ((والله إنها لدعائي لأُمَّتي في كل صلاة))([6]) رواه ابن حبان في صحيحه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة يقول: ((اللهم اغفر لحيِّنا وميِّتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهمَّ مَنْ أحيَيْتَه منَّا فأحيه على الإسلام، ومَنْ تَوفَّيْتَه منَّا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده))([7]) رواه الترمذي
وعن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. قال الهيثمي في المجمع: إسناده جيد، وحسنه الألباني في الجامع.
وأمر الله تعالي المسلم بعد إطلاق اللسان في الاتهامات بدون دليل
يقول الله جل وعلا: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾[الإسراء: 36] قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[النساء: 94] وكان سبب نزول الآية عندما قتل صحابي رجلا مشركا قال لا إله إلا الله عندما همَّ بقتله, فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فغضب.
ومن الأحاديث التي جاءت في ذم التطاول وتكفير المسلمين بدون سبب.
ما جاء عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ y أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ ﷺ يَقُولُ: (إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ.) متفقٌ عليهِ.
وَعَنْهُ عن النبيّ ﷺ قَالَ(إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالى مَا يُلقِي لهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّه بهَا دَرَجاتٍ، وَإنَّ الْعبْدَ لَيَتَكلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقي لهَا بَالًا يهِوي بهَا في جَهَنَّم) رواه البخاري.
وعَنْ أبي عَبْدِالرَّحمنِ بِلال بنِ الحارثِ المُزنيِّ y أنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قالَ: (إنَّ الرَّجُلَ ليَتَكَلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوانِ اللَّهِ تَعالى مَا كَانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بلَغَتْ يكْتُبُ اللَّه لَهُ بهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يلْقَاهُ، وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمةِ مِنْ سَخَطِ اللَّه مَا كَانَ يظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بلَغَتْ يكْتُبُ اللَّه لَهُ بهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يلْقَاهُ). رواهُ مالك في “المُوطَّإِ” والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وعَنْ سُفْيان بنِ عبْدِاللَّهِ y قَال: قُلْتُ يَا رسُولَ اللَّهِ حَدِّثني بأمْرٍ أعْتَصِمُ بِهِ قالَ: قُلْ ربِّي اللَّه، ثُمَّ اسْتَقِمْ قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ مَا أَخْوفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَال: هَذَا.) رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وعن معاذ بن جبل، قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويُباعدني عن النار، قال: ((لقد سألتني عن عظيمٍ، وإنه ليَسيرٌ على مَن يسَّره الله عليه، تعبُد الله ولا تُشرك به شيئًا، وتُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتَحُج البيت))، ثم قال: ((ألا أدُلك على أبواب الخير: الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماءُ النارَ، وصلاة الرجل من جوف الليل))، قال: ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16]، حتى بلَغ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾، ثم قال: ((ألا أُخبرك برأس الأمر كله وعموده، وذِروة سَنامه؟))، قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذِروة سَنامه الجهاد، ثم قال: ((ألا أُخبرك بمِلاك ذلك كله؟))، قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، قال: ((كُفَّ عليك هذا))، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمُؤاخذون بما نتكلَّم به؟ فقال: ((ثكِلتك أُمُّك يا معاذ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم أو على مناخرهم، إلا حصائدُ ألسِنتهم))؛ أخرجه الترمذي، وقال: “هذا حديث حسنٌ صحيح”.
فهذه بعض الأحاديث النبوية حذر منها النبي r المسلم من الخوض في كلام غير جائز شرعا وليس أعظم أن يـُتهم المسلم في دينه.
ولقد حذر الرسول r من اتهم المسلم بالتكفير والتضليل بدون بينة ولا دليل ولا برهان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله)([8]).
وفي مجمع الزوائد من حديث عبد الله بن مسعود قال رسول الله r : (ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله, فإن قال أحدهما لصاحبه هجرًا, هتك الله ستره, وإذا قال يا كافر فقد كفر أحدهما)([9]). وثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهي عن لعن شارب خمر ومرتكب كبيرة ومقترف أثم كبير كشرب الخمر, عندما قام رجل فلعنه فقال صلى الله عليه وسلم: “(لا تلعنوه فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)([10]).
والحديث رواه البخاري عن عمر أمير المؤمنين رضي الله عنه (أن رجلاً كان على عهد النبي وكان اسمه عبد الله، وكان يلقب حماراً، وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي قد جلده في الشراب، فأتي به يوماً، فأمر بجلده، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنه، فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله»([11]).
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “نهى عن لعنه مع إصراره على الشرب، لكونه يحب الله ورسوله مع أنه لعن في الخمر عشرة ..ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين، الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة به، وكذلك التكفير المطلق والوعيد المطلق ،ولهذا كان الوعيد المطلق في الكتاب والسنة مشروطاً بثبوت شروط، وانتفاء موانع”([12]).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “إن التكفير العام يجب القول بإطلاقه وعمومه, وأما الحكم على المعين بأنه كافرًا أو مشهود له بالنار, فهذا يقف على الدليل المعين, فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه”([13]).
ولقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين حرمة التكفير وخطورته. منها
عن ابن عمر وأبي هريرة ـ رضي الله عنهم ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما, فإن كان كما قال, وإلا رجعت عليه” متفق عليه([14]).
وعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من دعا رجلاً بالكفر, أو قال: عدو الله, وليس كذلك إلا حار عليه” رواه مسلم في الصحيح([15]).
موقف الصحابة والتابعين وعلماء الأمة من التكفير المعين
عندما سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه_ عن الخوارج من أهل النهروان: أكفارٌ هم؟ قال: من الكفر فروا, سئل: أمنافقون هم ؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا وأولئك يذكرون الله صباح مساء وإنما هم إخواننا بغوا علينا”([16]).
فعن عمرو بن سلمة قال سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله عز وجل فإن قال أحدهما لأخيه كلمة هجر خرق ستر الله الذي بينهما، ولا قال أحدهما أنت كافر إلا كفر أحدهما). ([17])
وعن سوار بن شبيب قال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال: إن ها هنا قوماً يشهدون علي بالكفر فقال: ألا تقول لا إله إلا الله فتكذبهم).
وقيل لجابر بن عبد الله: يا أبا محمد، هل كنتم تسمون شيئاً من الذنوب كفراً أو شركاً أو نفاقاً؟ قال: معاذ الله، ولكنا نقول: مؤمنين مذنبين.
و عن أبي سفيان قال: قلت لجابر: أكنتم تقولون لأحد من أهل القبلة كافر؟ قال: لا، قلت: فمشرك، قال: معاذ الله، وفزع لذلك. قال هل كنتم تدعون أحدا منهم كافرا؟ قال: لا) ([18])
وهذا الإمام أحمد – رحمه الله – لا يكفر المرجئة الذين يقولون الإيمان قول ، بلا عمل لا يكفر من يفضل عليا على عثمان _رضي الله عنهما_ بل نصوصه صريحة بالامتناع عن تكفير الخوارج والقدرية وغيرهم وإنما يكفر الجهمية لأن حقيقة قولهم نفي وجود الإله”.
ـ قال شيخ الإسلام: “إني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً تارة أخرى وإني أقر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل القولية والمسائل العملية”([19]).
وعن يزيد الرقاشي أنه قال لأنس بن مالك: يا أبا حمزة! إن أناسا يشهدون علينا بالكفر والشرك، قال: أولئك شر الخلق والخليقة.([20])
قال الإمام شمس الإسلام ابن تيمية رحمه الله: التكفير حكم شرعي يرجع إلى إباحة المال وسفك الدماء والحكم بالخلود في النار) ) . وإذا تبين ذلك، فاعلم أن مسائل التكفير والتفسيق هي من مسائل الأسماء والأحكام التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بها الموالاة والمعاداة والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا، فإن الله سبحانه أوجب الجنة للمؤمنين، وحرم الجنة على الكافرين، وهذا من الأحكام الكلية في كل وقت ومكان) ([21]). وعليه: ليس لأحد أن يكفّر أحدا مِن المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقَام عليه الحجّة وتبين له المحجّة. ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بِالشّك، بل لا يزول إلا بَعد إقَامَة الحجّة وإزالة الشُّبهة) . وبيان ذلك لأنّ الكفر حكم شرعيّ وإنما يثبت بِالأدلة الشّرعيّة ومن أنكر شيئا لم يدل عليه الشّرع بل علم بمجرد العقل لم يكن كَافرا وإنما الكافر من أَنكر ما جاء به الرّسول)([22]) .
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي : ينبغي للمفتي أن يحتاط في التكفير ما أمكنه لعظيم خطره وغلبة عدم قصده سيما من العوام ([23])
وقال محمد بن ناصر الدين الدمشقي: فلعن المسلم المعين حرام وأشد منه رميه بالكفر وخروجه من الإسلام وفي ذلك أمور غير مرضية منها إشمات الأعداء بأهل هذه الملة الزكية وتمكينهم بذلك من القدح في المسلمين واستضعافهم لشرائع هذا الدين، ومنها أنه ربما يقتدى بالرامي فيما رمى فيتضاعف وزره بعدد من تبعه مأثماً، وقل أن يسلم من رمى بكفر مسلماً… فهل بعد هذا الوعيد من مزيد في التهديد، ولعل الشيطان يزين لمن اتبع هواه ورمى بالكفر والخروج من الإسلام أخاه أنه تكلم فيه بحق، ورماه، وأنه من باب الجرح والتعديل لا يسعه السكوت عن القليل من ذلك، فكيف بالجليل هيهات، هيهات إن في مجال الكلام في الرجال عقبات مرتقيها على خطر، ومرتقبها هوى لا منجى له من الإثم والوزر، فلو حاسب نفسه الرامي أخاه ما السبب الذي هاج ذلك ؟ لتحقق أنه الهوى الذي صاحبه هالك) ([24]).
قال شيخ الإسلام ” ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة”([25]).
وقال ـ رحمه الله ـ بعد ما سئل: هل يكفر العبد بالمعصية أم لا؟ “لا يكفر بمجرد الذنب فإنه ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف أن الزاني غير المحصن يجلد, والشارب يجلد والقاذف يجلد ولو كانوا كفاراً لكانوا مرتدين ولوجب قتلهم..”([26]).
وقال العلامة ابن عابدين [لَا يُفْتَى بِكُفْرِ مُسْلِمٍ أَمْكَنَ حَمْلُ كَلَامِهِ عَلَى مَحْمَلٍ حَسَنٍ أَوْ كَانَ فِي كُفْرِهِ خِلَافٌ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ رِوَايَةً ضَعِيفَةً]([27])
وقال الشيخ حافظ حكمي في سلم الوصول ” ولا نكفر بالمعاصي مؤمناً إلا مع استحلاله لما جنى.([28]).
الأصل في المسلم الإسلام:
لقد خلق الله تعالى عباده حنفاء مسلمين وموحدين ومقرين له تعالى بالوحدانية.
قال تعالي ]إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [(19آل عمران) وقال تعالى ]وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ,وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون [الأعراف172 -174.
وجاء فى الصحيحين من حديث أبى هريرة عبد الرحمن بن صخر رضى الله عنه (كل مولود يولد على الفطرة ,فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه فى الحديث القدسى الذى رواه الإمام أحمد والإمام مسلم (خلقت عبادى حنفاء فاجتالتهم الشياطين)قال بن عباس رضى الله عنهما (كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون كلها على الإسلام)
فهذه الأثار تبين أن الأصل هو التوحيد والكفر والشرك طارئ.
وطالما الانسان نطق الشهادتين والتزم بما أمر به الله تعالى ورسوله الكريم و تمسك والتزم بأحكام الإسلام وثبت إسلامه بيقين لا يجوز لأحد أن يخرجه من الدين إلا بيقين وثوابت وبراهين
روى البخاري في صحيحه بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى صلاتنا, واستقبل قبلتنا, وأكل ذبحتنا, فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخونوا الله في ذمته”([29]).
يقول الإمام ابن رجب -رحمه الله – “من المعلوم بالضرورة إن النبي r كان يقبل من كل من جاءه يريد الدخول في الإسلام الشهادتين فقط ويعصم دمه بذلك ويجعله مسلما, فقد أنكر على أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قتله لمن قال لا إله إلا الله لما رفع عليه السيف واشتد نكيره عليه ولم يكن r ليشترط على من جاءه يريد الإسلام, ثم إنه يلزم الصلاة والزكاة”([30]).
ولقد وضع علماء الأمة لهذا الحكم قاعدة أصيلة مهمة جدا ، التي تقول : «من دخل الإسلام بيقين لم يُـخرج منه إلا بيقين» ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمة (وليس لأحد أن يُكفِّر أحدًا من المسلمين ، وإن أخطأ وغلط ، حتى تُقام عليه الحجة ، وتُبيَّن له المحجة . ومن ثبت إسلامه بيقين : لم يزل ذلك عنه بالشك ؛ بل لا يزول ؛ إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة.([31])
فالإسلام يتحقق للمسلم بمجرد إقراره وبنطقه الشهادتين كما جاء في حديث أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – أو ما يقوم مقامه كما ورد في حديث المقداد بن الأسود -رضي الله عنه – أن من قال: “أسلمت لله”([32]).
بل أنه يكفي في الإقرار أدنى دلالة عليه ولو كان المسلم قد أخطأ في التعبير عن إقراره كما في قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه لما بعثه رسول الله r إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل فيهم ويأسر ودفع إلى كل رجل من أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل من أسيره فقلت ( القائل عبد الله بن عمر ) والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره , حتى قدمنا على النبي r فذكرناه . فرفع النبي r يديه فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد”([33])([34]).
ورد عن الإمام أحمد – رحمه الله – وغيره من أئمة السلف أنهم قالوا: (الإيمان قول وعمل, والإسلام إقرار)([35]).
بعض من أقوال العلماء في حرمة التكفير بدون بينة
يقول الغزالي في كتاب الاقتصاد في الاعتقاد: «الذي ينبغي أن يميل المحصل إليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلاً. فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم. وقد قال رسول الله ﷺ: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها.
يقول الإمام النووي “اعلم أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب، ولا يكفر أهل الأهواء والبدع -الخوارج، المعتزلة، الرافضة، وغيرهم-، وأن من جحد ما يعلم من دين الإسلام ضرورة حكم بردته وكفره، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة ونحوه ممن يخفى عليه، فيعرف ذلك، فإن استمرَّ حكم بكفره، وكذا حكم من استحلَّ الزنا أو الخمر أو القتل أو غير ذلك من المحرمات التي يعلم تحريمها ضرورة] ([36])
يقول الإمام تقي الدين السبكي، حين سُئِل عن حكم تكفير المبتدعة وأهل الأهواء فقال: «اعلم أيها السائل أن كل من خاف الله عز وجل استعظم القولَ بالتكفير لمن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، إذ التكفير هائل عظيمُ الخطر، لأن من كفّر شخصاً بعينه فكأنما أخبر أن مصيره في الآخرة جهنمُ خالداً فيها أبد الآبدين، وأنه في الدنيا مباح الدم والمال، لا يُمكَّن من نكاح مسلمة ولا تجري عليه أحكام المسلمين، لا في حياته ولا بعد مماته، والخطأ في ترك ألف كافر أهونُ من الخطأ في سفك مِحْجَمَة من دم امرئ مسلم، وفي الحديث: ((لأَنْ يُخطئ الإمام في العفو أحب إليّ من أن يخطئ في العقوبة)).
يقول ابن دقيق العيد: «وهذا وعيد عظيم لمن أكفر أحدًا من المسلمين، وليسَ كذلك وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلقٌ كثير».
يقول شيخ الإسلام في مجموعة الرسائل والمسائل وهو بصدد الحديث عن قاعدة أهل السنة والجماعة في أهل الأهواء والبدع: ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله، ولا بخطأ أخطأ فيه، كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة، فإن الله تعالى قال: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} [البقرة:٢٨٥]، وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى أجاب هذا الدعاء، وغفر للمؤمنين خطأهم، والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين، واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين من بعدهم، ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم علي رضي الله عنه حتى سفكوا الدم الحرام، وأغاروا على أموال المسلمين، فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار، ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم.
يقول عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في مجموع الرسائل والمسائل النجدية: «وبالجملة فيجِب على مَن نصح نفسَه أن لا يتكلّمَ في هذه المسألة إلاّ بعلمٍ وبرهانٍ مِن الله، وليحذَر من إخراجِ رجلٍ مِن الإسلام بمجرّد فهمِه واستحسانِ عقلِه، فإنّ إخراجَ رجلٍ من الإسلام مِن أعظمِ أمور الدّين».
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم: “إن الذين توقفوا في تكفير المعين في الأشياء التي قد يخفى دليلها، فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية من حيث الثبوت والدلالة… وأما ما عُلم بالضرورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء به، وخالفه – المعين – فهذا يكفر بمجرد ذلك ولا يحتاج إلى تعريف سواء بالأصول أو الفروع ما لم يكن حديث عهد بالإسلام” ([37]).
قال ابن عثيمين رحمه الله :
” الواجب على المرء أن يتقي الله عز وجل في هذه المسألة ، وأن لا يكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره ” .([38])
وهذا إن دل فإنما يدل علي عظمة الإسلام ورحمته بالمسلمين فوسطية الإسلام تلزم المسلم أن يكون كذلك
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ [البقرة: 143].
دواعي التكفير وأسباب إنتشاره
من أهم أسباب التكفير لدى بعض الشباب كثرة الجهل ، وعدم العلم والمعرفة والتفقه في دين الله .
فالله عز وجل لم يسوِ بين أهل العلم وأهل الجهل فقال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ الزمر: 7
ولقد حث الاسلام علي العلم والتعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين).([39])
والصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه فهم مراد الله ومقصد رسوله r رضي الله عنه فقال: (العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس لا خير فيهم، كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابع فتهلك([40])، ويقصد بالرابع الجاهل.
وقال الشعبي (رحمه الله): (اتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من المتعبدين فإنه آفة كل مفتون([41])
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خِفتُ دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلاَّ حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يَعلم مَن لا يعلم، فإن العلم لا يَهْلِك حتى يكون سراً
ولقد جاء في الحديث عبدالله بن عمرو قال رسول الله r – (إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا) البخاري ومسلم
ومن الأسباب التي تؤدي إلي ظاهرة التكفير أيضا –
المذهبية المذمومة والتعصب المذموم المقيت والمغالاة في ذلك.
وكما أن التعصب المذموم يؤدي إلى تمزق الأمة وتشرذمها وهوانها على الناس، فيكون بأسها بينها شديد.
قال تعالى: (من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون). سورة الروم – الآية 32
وقال الله سبحانه: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].
قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91].
وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ الشّيطان قد أيِسَ أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب، ولكن في التّحريش بينهم.
والفرقة بين المسلمين ؛ سبب في الهزيمة والفشل. قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟» قَالُوا: «بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ». قَالَ: «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ، لَا أقُولُ إنَّها تحلِقُ الشَّعَرَ، ولَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ». أخرج الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وابن حبان.
و وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيُعرض هذا ويُعرض هذا، وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام». متفق عليه.
الاستعلاء على الناس واحتقار أعمالهم والتقليل من شأنهم.
ولقد جاء في الحديث (الكبر بطر الحق وغمط الناس). رواه مسلم.
والحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة؟، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَر الحق وغمْط الناس ) رواه مسلم.
ومعنى بطر الحق: رده وعدم قبوله، ومعنى غمط الناس احتقارهم والترفع عليهم، واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير، أو أنه فوق الناس وله الفضل عليهم، قال النووي رحمه الله: أما بطر الحق: فهو دفعه وإنكاره ترفعاً وتجبراً، وقوله صلى الله عليه وسلم: وغمط الناس ـ معناه: احتقارهم.
غياب التربية وقلة الوعي والتفقه في دين الله تعالى وإضعاف دور العلماء والمؤسسات العلمية والأخذ بظاهر النصوص دون مراعات المقاصد والعلل.
فعندما تقل المجالس العلمية ويقصر أهل العلم في مهمتهم، وينشغوا بأشياء غير جادة ، حينئذ تنشط البدع وينتشر الجهل بلا شك.
فعن حذيفة عندما سأل الرسول r عن الخير والشر فقال: (يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فأتانا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن.
قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهتدون بغير هديي، ويستنون بغير سنتي، تعرف منهم وتنكر.قلت: فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا.
قال: هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا)، والحديث متفق عليه.
قال النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها) قال العلماء: هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة.
وقال ابن حجر قوله: (هم من جلدتنا) أي: من قومنا ومن أهل لساننا وملتنا.
القهر السياسي وتعذيب الدعاة وسجنهم .
وهذا التعامل لا شك أنه يؤدي إلي انحرافات فكرية وحب الانتقام والأخذ بالثأر ، وهو واضح في كثير من البلاد عند خروج شخصيات معروفة ومشهورة ، وكان سبب انحرافها الفكري هو التعذيب والسجن والتنكيل.
أعداء الإسلام والسعي في الفرقة بين المسلمين.
فأعداء الأمة الإسلامية لا يريدون لهذه الأمة خيرا أبدا فدائما يسعون في فرقتها وإشعال النار بين أبنائها شعارهم (فرق تسد) وهذا ظاهر من أول توسع دولة الإسلام وظهورها ، حيث خرج علي الأمة أمثال عبدالله بن سبأ فأشعلوا النار بين شبابها ، وكانت الفتن والمصائب ولا حول ولا قوة الا بالله.
قال الله تعالى: ]ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير [[البقرة: 120}
وقال الله سبحانه: ]ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير [[البقرة: 109}
(وفَرِّق تَسُدْ )هو مصطلح سياسي عسكري اقتصادي ،ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها .
خطورة التكفير علي الأمة :
ولابد أن نعلم أن خطورة التكفير في المجتمعات:
حتما ستؤدي إلى:– إثارة الفتن، ونشر الخراب والدمار و العصبيات، وزرع فتيل الحروب والنزاعات بين المسلمين.
ومزيق الأمة، وعدم وحدتها وضعف شكوتها وعدم قدرتها للتصدي لأعدائها
قتل المسلمين واستباحة دمائهم، وزرع الكراهية في نفوسهم ، وإعطاء صورة سيئة عن الإسلام، وتشويه محاسن الإسلام
فعل المسلم أن يكون فطن منتبه لكل هذه المخططات.
كيفية التصدي لظاهرة التكفير:
1_ أقوى سلاح للقضاء علي هذه الأفكار هو الحوار والمناقشة الهادفة البناءة. وهذا هو منهج الصحابة الكرام في التعامل مع المخالف ، وهذا ما فعله سيدنا علي عندما أرسل سيدنا عبدالله بن عباس للخوارج ومناقشتهم وإقامة الحجة عليهم ، فعندما ناقش وناظر سيدنا علي وسيدنا ابن عباس الخوارج فبعد المناظرة والنقاش رجع عدد كبير منهم ودخلوا مع المسلمين.
فالفكر المنحرف يُردّ عليه بالحجة والبيان والبرهان ولابد أن نؤكد أن العنف لا يأتي بأي ثمرة مطلقا بل يزيد من الأمور تعقيدا والعنف يولد عنفا أكثر منه.
فعن عبد الله بن عباس، قال: (لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دار، وكانوا ستة آلاف فقلت لعلي: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة، لعلي أكلم هؤلاء القوم. قال: إني أخافهم عليك قلت: كلا، فلبست، وترجلت، ودخلت عليهم في دار نصف النهار، وهم يأكلون فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس، فما جاء بك؟ قلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين، والأنصار، ومن عند ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، وأبلغهم ما تقولون، فانتحى لي نفر منهم قلت: هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه قالوا: ثلاث قلت: ما هن؟ قال: أما إحداهن، فإنه حكم الرجال في أمر الله وقال الله: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} [الأنعام: 57] ما شأن الرجال والحكم؟ قلت: هذه واحدة. قالوا: وأما الثانية، فإنه قاتل، ولم يسب، ولم يغنم، إن كانوا كفارًا لقد حل سباهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حل سباهم ولا قتالهم، قلت: هذه ثنتان، فما الثالثة؟ وذكر كلمة معناها قالوا: محى نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين. قلت: هل عندكم شيء غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا. قلت: لهم أرأيتكم إن قرأت عليكم من كتاب الله جل ثناؤه، وسنة نبيه ما يرد قولكم أترجعون؟ قالوا: نعم قلت: أما قولكم: حكم الرجال في أمر الله، فإني أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم، فأمر الله تبارك وتعالى أن يحكموا فيه أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95] وكان من حكم الله أنه صيره إلى الرجال يحكمون فيه، ولو شاء لحكم فيه، فجاز من حكم الرجال، أنشدكم بالله أحكم الرجال في صلاح ذات البين، وحقن دمائهم أفضل أو في أرنب؟ قالوا: بلى، هذا أفضل وفي المرأة وزوجها: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35] فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم، وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة؟ خرجت من هذه؟ قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يَسْبِ، ولم يغنم. أفتسبون أمكم عائشة، تستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم؟ فإن قلتم: إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم، وإن قلتم: ليست بأمنا فقد كفرتم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [الأحزاب: 6] فأنتم بين ضلالتين، فأتوا منها بمخرج، أفخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، وأما محي نفسه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون. إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي: اكتب يا علي: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امح يا علي اللهم إنك تعلم أني رسول الله، امح يا علي، واكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي، وقد محى نفسه، ولم يكن محوه نفسه ذلك محاه من النبوة، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم، فقُتِلوا على ضلالتهم، فقتلهم المهاجرون والأنصار) النسائي والحاكم والبيهقي وصححه ابن تيمية في منهاج السنة وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح.
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لمن ابتدع: «ارجعوا فتعلموا ممن هو أعلم منكم، وعلّموا من أنتم أعلم منهم»[1].
2 _ ضرورة إنشاء مؤسسات فقهية ومراكز عالميّة فعّالة متخصصة لمواجهة التكفير، لكي تدافع عن الإسلام وإظهار أحكامه وتوضيح تشريعاته.
3_ إنشاء وتفعيل دور المؤسسات الخيريّة والأهليّة لنشر مفاهيم الوسطيّة بكافة الوسائل والأساليب.
4_ الاهتمام بدور العلماء و دور الدعاة في بيان خطورة هذا الفِكر وبراءة الإسلام منه.
5_ المعالجة النفسية والرعاية الطيبة فمن الممكن أن هذه الأفكار تكون لها أسباب نفسية واجتماعية
6_ استغلال طاقة الشباب في أشياء نافعة ومعسكرات تربوية هادفة
فالفراغ عند الشباب قاتل ويؤدي به الي الانحراف السلوكي والفكري
ولهذا كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: يقول “إن الله خلق الأيدي لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملا التمست في المعصية أعمالا.. فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك في المعصية”.
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: “إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة”([42])
ويقول الإمام الشافعي ، نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، كما يكون في النفس، كذلك يكون في القلب، وفي اللسان والجوارح.. فهي كلها إما أن تشتغل بالحق وإما فسوف تنشغل بضده..
يقول ابن القيم رحمه الله: “فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ولابد، وهو اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو وما هو عليك ولابد، فاختر لنفسك إحدى الخطتين، وأنزلها في إحدى المنزلتين” [الوابل الصيب1/111].
ويقول ابن القيم أيضا “من الفراغ تأتي المفاسد، وتتوالى المعاصي على العبد في سلسلة مدمرة، تُضعِف الإيمان في القلب وتبعده عن مولاه، فمن فرغ من عمل جاد مثمر فلابد وأن يشتغل بما يضره ولا ينفعه، وقد قال الشافعي رحمه الله: نفسك إن لم تشغلها بالحق؛ وإلا شغلتك بالباطل”([43]).
وقالوا
إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة
انتهي وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالَمين. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب.
([1] ) (معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية جـ 1 صـ 487).
([2] ) “ما هو تعريف التكفير وما هي ضوابطه؟ – الشيخ أ.د. محمد بن عبدالغفار الشريف”.
([3] ) احذروا تكفير المسلمين الشيخ صلاح نجيب الدق
([4] ) (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 12 صـ 295)
([5] ) عصمت الله محمد، قواعد شرعية في التكفير قراءة لأفكار ابن تيمية
([6] ) رواه ابن حبان في صحيحه (7111)، وحسَّنه الأرناؤوط والألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (2254.
([7] ) رواه الترمذي (1024)، وابن ماجه (1498)، وصحَّحه الألباني.
([8]) رواه البخاري برقم (6105).
([9]) رواه الطبراني والبزار من حديث يزيد ابن أبي زيادة وحديثه حسن ورجاله ثقات, مجمع الزوائد 8/275.
([10]) رواه البخاري برقم (6780).
([11]) البخاري رقم (6780) وانظر: فتح الباري (12/76-80).
([12]) مجموع الفتاوى (10/329.
([13]) مجموع الفتاوى= لابن تيمية 12/22
([14]) رواه البخاري برقم (6103), ومسلم برقم (60).
([15]) رواه مسلم برقم (61).
([16]) أخرجه البيهقي في “السنن الكبرى” 8/73.
([17]) رواه الطبراني والبزار من حديث يزيد ابن أبي زيادة وحديثه حسن ورجاله ثقات, مجمع الزوائد 8/275. مرفوعا
([18] ) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج 1، ص: 107.
([19]) مجموع الفتاوى: 3_229 أثر التكفير في عقيدة ومستقبل الإسلام البعد العقدي“ علي بن عبد العزيز علي الشبل.
([20] ) مجمع الزوائد ج 1، ص: 107.
([21] ) ابن تيمية، مجموع الفتاوى ج 12، ص: 468
([22] ) مجموع الفتاوى ج 3، ص: 229
([23] ) “تحفة المحتاج” (9/ 88)
([24] ) الدمشقي محمد بن ناصر الدين، الرد الوافر، ص: 11
([25]) الفتاوى 2/282
([26]) مجموع الفتاوى 2/282
([27] ) رد المحتار على الدر المختار” (4/ 229-230):
([28]) معارج القبول 2/328
([29]) رواه البخاري برقم (391).
([30]) جامع العلوم والحكم ص 79, وحديث أسامة مخرج في الصحيحين.
([31] ) مجموع الفتاوى لابن تيمية (12/466).
([32]) رواه البخاري برقم: (6865).
([33]) رواه البخاري برقم (4339).
([34] ) راجع أثر التكفير في عقيدة ومستقبل الإسلام البعد العقدي” علي بن عبد العزيز علي الشبل بتصرف
([35]) انظر: السنة للخلال 1/226, والسنة لعبد الله بن أحمد 1/101, وشرح أصول السنة للالكائي 1/256.
([36] ) “شرح صحيح مسلم” (1/ 150):
([37]) مجموع فتاوى ودروس الشيخ محمد بن إبراهيم 11/153.
([38] ) من “فتاوى نور على الدرب” (6/ 2) بترقيم الشاملة
([39] ) [رواه البخاري: 1 /150 – ومسلم: 2 /718، والترمذي: 5 /28، وابن ماجه: 1 /80، والامام أحمد: 1 /306، والدارمي: 1 /85.
([40] ) ] مختصر منهاج القاصدين: 15.
([41] ) ] مختصر منهاج القاصدين: 15.
([42] ) [حلية الأولياء:1/130].
([43] ) كتاب “الجواب الكافي”109: